«الانسحاب المفاجئ» لحاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” يكشف التطورات الجديدة

شهدت حاملة الطائرات الأمريكية “هاري إس. ترومان” سلسلة من الأحداث اللافتة التي أثرت على مسار مهمتها في البحر الأحمر، مما انتهى بانسحابها المفاجئ بعد تعرضها لحوادث خطيرة، كان من أبرزها فقدان ثلاث طائرات حديثة من طراز F/A-18 Super Hornet، بالإضافة إلى حادثة تصادم مع سفينة تجارية، وهو ما أثار جدلاً واسعاً حول كفاءة العمليات البحرية الأمريكية خلال هذه المهمة.

حوادث خطيرة أثناء مهمة “هاري إس. ترومان”

عانت حاملة الطائرات الأمريكية “هاري إس. ترومان” خلال مهمتها في البحر الأحمر، التي كانت ضمن عملية “راف رايدر” ضد الحوثيين، من عدة حوادث مؤسفة أثرت على أدائها العسكري. أولا، في إبريل 2025، شهدت الحاملة سقوط إحدى طائراتها طراز F/A-18E Super Hornet في أثناء عملية السحب داخل الحظيرة، وذلك نتيجة لمحاولة تفادي هجوم محتمل، في حين تعرضت طائرة ثانية للتحطم في مايو 2025 أثناء محاولتها الهبوط بسبب عطل في نظام الإيقاف الخاص بالحاملة؛ في ذات السياق، وقع حادث تصادم بين الحاملة وسفينة تجارية بالقرب من بورسعيد في فبراير من العام نفسه، مما سبب أضرارًا كبيرة بهيكل الحاملة وترتب عليه إقالة قائدها المسؤول.

تكلفة خسائر الطائرات وتأثيرها على العمليات البحرية

يمثل فقدان ثلاث طائرات طراز F/A-18 Super Hornet خسارة مالية وتشغيلية هائلة، إذ تُقدر قيمة كل طائرة بين 60 إلى 70 مليون دولار، مما يجعل إجمالي الخسائر يفوق 200 مليون دولار تقريبًا. هذه الحوادث أثارت تساؤلاً حول مصداقية وكفاءة الإجراءات الأمنية والتشغيلية التي تتبعها البحرية الأمريكية خاصة في مناطق النزاع التي تتسم بالتوتر الشديد. من جهة أخرى، زادت هذه الحوادث من تعقيد الموقف في منطقة البحر الأحمر، حيث تتسم البيئة البحرية هناك بعدم الاستقرار بسبب الصراعات المستمرة، مع استمرار تهديدات الحوثيين ضد السفن التجارية والسفن العسكرية التابعة للتحالف.

خطة البحرية الأمريكية بعد انسحاب الحاملة

بعد انسحاب “هاري إس. ترومان”، وُضعت الحاملة “كارل فينسون” كبديل رئيسي في البحر الأحمر والمناطق المحيطة، حيث تحمل هذه الأخيرة طائرات من الجيل الأحدث طراز F-35C التي توفر قدرات قتالية عالية، وتعمل وزارة الدفاع الأمريكية على إجراء مراجعة شاملة لنتائج عمليات “هاري إس. ترومان” لضمان تعزيز أمان الطائرات البحرية وتحسين كفاءة العمليات في المستقبل. يتوقع أن تشمل هذه التغييرات تحسين التدريب للعاملين على متن حاملات الطائرات وكذلك تعزيز أنظمة مراقبة الطقس والأمان لتجنب الحوادث، مع مواصلة العمليات البحرية لتعزيز الأمن في المنطقة وضمان استمرار تدفق التجارة البحرية الدولية.