«تصريحات مدوية» وزير الخارجية الأمريكي: السلطات الانتقالية في سوريا قد تغيّر مجرى الأحداث

أعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن تخوفه من احتمالية انهيار السلطات الانتقالية في سوريا خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وهو ما قد يؤدي إلى أزمة كبرى وزيادة التوترات الأمنية داخل البلاد، هذه التصريحات جاءت خلال جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث أكد روبيو أهمية التخطيط المسبق للتعامل مع أي تداعيات محتملة تترتب على تصعيد الأوضاع.

تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول الأزمة السورية

في أحدث تصريحاته، أشار ماركو روبيو إلى أن التحدي الأكبر ليس في وجود السلطات الانتقالية ذاتها، وإنما في وجود تهديدات مباشرة من عناصر متطرفة على الأرض، تؤثر سلباً على الأمن الوطني الأمريكي وتفاقم الأوضاع في سوريا، وشدد على أن الوضع الراهن يدعو إلى اتخاذ إجراءات استباقية لحماية المدنيين داخل سوريا وكذلك ضمان سلامة الأفراد الذين قد تضطرهم الظروف الأمنية إلى النزوح أو المغادرة.

وأضاف روبيو أن الإدارة الأمريكية تبذل جهوداً كبيرة لوضع خطط طارئة تشمل عمليات الإجلاء الأساسية وتوفير الحماية للعاملين الإنسانيين والشركاء المحليين، خاصة في ظل احتمالية تعاظم الاشتباكات بين الأطراف المتناحرة داخل الأراضي السورية، وقد وصف الوزير السيناريوهات المحتملة بالخطيرة والمرتبطة بانزلاق البلاد نحو تصعيد جديد للحرب الأهلية التي تشهدها منذ سنوات.

التهديدات الأمنية وعواقب سقوط السلطات الانتقالية

أوضح روبيو أن انهيار السلطات الانتقالية في سوريا قد يكون خطوة نحو تصعيد العنف الداخلي بشكل غير مسبوق، وهو ما يفتح المجال أمام تدخلات إقليمية ودولية جديدة تزيد من تعقيد الأزمة، تأتي هذه المخاوف في وقت تشهد فيه سوريا اشتباكات بين الفصائل المسلحة وتوترات مستمرة تجسد مدى تفاقم الوضع السياسي والإنساني في البلاد.

ووفقاً لتقارير رسمية، فإن أكثر من 13 مليون شخص ما زالوا يعانون من أوضاع إنسانية قاسية داخل سوريا، مع استمرار الهجمات والنزاعات التي تعيق جهود تحسين الأوضاع المعيشية للسكان المحليين، ويبقى الضغط الدولي منصباً على ضرورة التهدئة ودعم جهود السلام لتحقيق الاستقرار.

تداعيات الصراع السوري على الأمن الإقليمي والدولي

تُبرز التصريحات الأمريكية خطورة الأزمة السورية وتأثيرها على الأمن الإقليمي والدولي، حيث تشكل الصراعات على الأرض تهديداً مباشراً للدول المجاورة ومصالح القوى الدولية الفاعلة في المنطقة، ويُنظر إلى الأزمة السورية كأحد أكثر القضايا المعقدة عالمياً في القرن الحادي والعشرين؛ نظراً لتداخل المصالح السياسية والاقتصادية بين الأطراف المتنازعة.

تستمر الصراعات المجتمعية والمواجهات العسكرية في جر البلاد نحو مزيد من الفوضى، مما يزيد من الضغط على الدول الكبرى لتوفير حلول مستدامة تعيد الاستقرار وتحمي المدنيين المتضررين من الأحداث المستمرة داخل سوريا، ومن المتوقع أن تواجه الإدارة الأمريكية تحديات كبيرة في إدارة هذه الأزمة المعقدة خلال الفترة المقبلة.