
هل تساءلت يومًا عن سبب تراكم وبر داخل سرتك؟ هذه الظاهرة التي قد تبدو بسيطة وغامضة أثارت اهتمام العديد من العلماء حول العالم، وأدت إلى أبحاث ودراسات علمية تحمل في طياتها تفسيرات مثيرة للدهشة، فالسرة ليست مجرد نتوء بسيط في جسم الإنسان، بل هي بيئة غنية ذات تنوع بيولوجي مذهل، تعد مفاتيح فهمها نقطة انطلاق لأبحاث جديدة تتعلق بالبشر وكائنات المجهرية على حد سواء.
وبر السرة: كيف يرتبط بالشعر والعمر ونمط الحياة؟
تتشكل ظاهرة وبر السرة، والتي تُعرف علميًا بـ”زغب السرة”، في الغالب لدى الرجال كثيفي الشعر وخصوصًا في منتصف العمر، وتحديدًا من يمارسون أنشطة جسمانية مثل رفع الأثقال، قد كشف الدكتور الأسترالي كارل كروزلنسكي، من خلال أبحاثه، أن الشعر الموجود على البطن والجوانب يعمل كأداة شفط للمكونات الدقيقة لألياف الملابس، ما يساهم في نقلها إلى السرة، والغريب أن هذه النتائج تم التأكد منها من خلال اختبار عملي، حيث أظهرت إزالة شعر البطن توقف تراكم الوبر بشكل كامل.
نُشرت هذه النتائج ضمن أبحاث حازت على جوائز، مما يدل على أن دراسة الأمور البسيطة قد تكشف الكثير عن سلوكيات حياتنا اليومية، ينقل الوبر الصغير ألياف قطنية، ودهون، وبروتينات، مما يعكس التنوع والمحتوى المذهل الذي تحتفظ به السرة يوميًا.
البيئة الميكروبية داخل السرة: اكتشاف لا يُصدق
في عام 2011، أطلق الباحث روب دان مشروعًا رائدًا يُعرف بمشروع “اختلافات سرة البطن”، وخلال بحثه، أجرى دراسة شاملة استهدفت ما يزدهر في التجويف المجهري للسرة من كائنات دقيقة، وقد توصل الفريق إلى اكتشاف حوالي 2368 نوعًا من الكائنات المجهولة وغير المألوفة التي تعيش داخل هذا التجويف، وهو اكتشاف يُدهش العقل بتعدده؛ بعض هذه الكائنات اُكتشف سابقًا فقط في مناطق نائية كأعماق المحيطات أو القطب الشمالي.
الأبحاث أوضحت أن السرة تستضيف مجموعة فريدة من البكتيريا المتكيفة للعيش على جلد الإنسان، ومنها ما يتمتع بقدرة مذهلة على البقاء في ظل ظروف قاسية، بل وُجدت ميكروبات لدى أشخاص لم يستحموا لسنوات، وهو ما فتح أبوابًا جديدة لدراسة العلاقة بين الميكروبات وتفاعلها مع جلد الإنسان.
السرة كمصفاة بيولوجية وتنوع مذهل
بعيدًا عن تراكم الوبر والميكروبات، تُعد السرة بمثابة مصفاة طبيعية تجمع مواد مختلفة من البيئة المحيطة، فيما يبرز دور هذا التجويف الصغير كبيئة فريدة تحتضن كائنات مجهرية ذات أنماط بيولوجية معقدة تؤدي دورًا قد يكون له أثر صحي لم يُكتشف بعد، يدعو العلماء إلى الاستمرار في دراسة السرة لفهم كيفية تأثير هذه البيئات المجهول على حياتنا.
العنوان | القيمة |
---|---|
عدد الميكروبات المكتشفة | 2368 نوعًا |
الألياف المكونة لوبر السرة | ملابس قطنية وغبار وبروتينات |
هل يتراكم الوبر لدى الجميع؟ | لا، يختلف حسب طبيعة الجسم والشعر |