
تُقام فعاليات “السوق التراثية” بمحطة نقل الحافلات السابقة في بلدية بومرداس، وهي النسخة الثانية لهذا الحدث المميز الذي تنظمه مديرية الثقافة والفنون بمناسبة شهر التراث. يُعد هذا السوق مساحة استثنائية لعرض الحرف التقليدية، حيث يتفاعل الحرفيون مباشرة مع الزبائن، مما يعزز من التسويق ويتيح فرصة لربط عالم الحرفية بالمجتمع في عصر يكتنفه التطور الرقمي السريع.
السوق التراثية: فرصة لعرض الحرف اليدوية والترويج لها
تُعتبر السوق التراثية مكانًا مثاليًا يجمع الحرفيين من مختلف التخصصات لتقديم إبداعاتهم المتنوعة، التي تشمل اللباس التقليدي، الحلي، الفخار، السلال، الأكسسوارات، وحتى بعض الحلويات التقليدية. ورغم تنوع الحرف والمنتجات، فإن الحرفيين يتفقون على أهمية السوق كوسيلة تسويقية، خصوصًا لأولئك الذين لا يملكون محلات عرض دائمة. هنا يمكن للحرفيين الاستفادة من فرصة اللقاء المباشر مع الزبائن، فضلًا عن تعزيز اسمهم في مجال الحرف التقليدية وتعميق علاقاتهم مع المهتمين.
وعلى الرغم من تنوع الأراء حول مدى ملاءمة المكان المختار لاستضافة السوق التراثية، إلا أن الجميع يتفق على أهمية إقامة مثل هذه الفعاليات. فالنقل السهل والوصول الميسر يُعتبر ميزات إضافية، خاصة أنها تعزز من استقطاب الزوار من مناطق مختلفة، مما يُسهم في تسويق واسع للمنتجات المعروضة.
أثر العروض وتخفيض الأسعار في جذب الزبائن
ألقت سياسة العروض والتخفيضات بظلالها الإيجابية على السوق، حيث أكد العديد من الحرفيين أن التخفيض في الأسعار يسهم في جذب الزبائن وكسب ثقتهم. مثال على ذلك، الحرفية “نجوى بن مزيان” التي خفضت أسعار منتجاتها بنسبة تتراوح بين 30 و40٪، مشيرة إلى أهمية الأسعار الترويجية في تعزيز علاقتها مع الزبائن وتحقيق مبيعات أفضل. كما أن الشاب عبد الرؤوف، الذي يعرض ملابس تقليدية، يستخدم أسلوب تسويقي مشابه لتعزيز مكانته بين الحرفيين.
إضافة لذلك، يقدم بعض الحرفيين مثل عبد الرؤوف بطاقة تعريفية للزبائن مع كل عملية شراء، مما يسهم في توسيع نطاق تسويقهم لاحقًا عبر وسائل مثل الهاتف أو الإنترنت. يعتبر البيع الإلكتروني وسيلة فعالة لتوسيع قاعدة العملاء، خاصة مع التغيرات التي يشهدها العالم في مجال التسوق والمبيعات.
المعارض التراثية: وجهة بديلة للأسواق التقليدية
لاقى غياب سوق أسبوعية بمدينة بومرداس انتقاد السكان الذين يعتبرون المعارض التراثية بمثابة بديل مؤقت يعوّض نقص الأسواق العامة. فقد عبر المواطنون عن استيائهم من إلغاء السوق الأسبوعية دون توفير بدائل، ما يدفعهم للذهاب إلى أسواق بعيدة مثل “الثنية” أو “بودواو” للتبضع. بالمقابل، تُعدّ المعارض التراثية فرصة ممتازة للوقوف على جديد الصناعات التقليدية وشراء المنتجات الفريدة.
كما تعد فعاليات مثل “السوق التراثية” فرصة قيمة للمغتربين الذين يبحثون عن قطع فريدة كهدايا تعبر عن الأصالة والهوية الشعبية. يمثل هذا السوق مجالًا للترويج للمنتجات التقليدية، وتعزيز مكانة الحرفيين في الأسواق الداخلية والخارجية، مما يسهم في استدامة الحرف التقليدية على المدى الطويل.