«ارتفاع قوي» لسعر الذهب عالميًا مع تراجع الدولار الأمريكي- تفاصيل مثيرة

يشهد الذهب ارتفاعاً ملحوظاً في أسعاره العالمية خلال الفترة الحالية، مدفوعاً بتراجع الدولار الأمريكي وضعف ثقة المستثمرين المرتبطة بالمتغيرات الاقتصادية والتجارية، إلى جانب الغموض المحيط بمشروع قانون الضرائب الأمريكي، وهو ما أدى إلى زيادة الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن في مواجهة التقلبات الاقتصادية والمالية الراهنة.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب وتأثير ضعف الدولار

يتأثر الذهب بشكل مباشر بقوة الدولار الأمريكي، حيث شهد الدولار تراجعاً ملحوظاً إلى أدنى مستوى له خلال أسبوعين، ويرجع ذلك إلى تأثير قرار وكالة موديز بتخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى التخوفات المرتبطة بمشروع قانون الضرائب الأمريكي الذي يواجه اعتراضات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس، وقد عززت هذه الأوضاع الطلب على الذهب بشكل ملحوظ، مما ساهم في ارتفاع سعر أونصة الذهب إلى أعلى مستوى في الأسبوع عند 3320 دولار؛ مقارنة بسعر افتتاح اليوم الذي بلغ 3292 دولاراً.

يُذكر أن هذه العوامل ليست جديدة على سوق المعادن الثمينة، إذ يزدهر سوق الذهب مع ضعف الدولار وتزايد التقلبات السياسية والاقتصادية العالمية.

مشروع قانون الضرائب الأمريكي وتأثيره على الذهب

يمثل مشروع قانون التخفيضات الضريبية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر حالياً على حركة الذهب، حيث أضحى هذا القانون محل جدل واسع في أروقة السياسة الأمريكية وبين المستثمرين، إذ يشير كثيرون إلى أنه سيزيد من الأعباء على المالية العامة للبلاد، مما قد يعرقل قدرة الحكومة الأمريكية على الوفاء بالتزاماتها المالية، هذا الغموض يدفع المستثمرين إلى البحث عن بدائل آمنة كالمعادن الثمينة، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب بشكل كبير.

كما أن أي أخبار إيجابية بخصوص التوصل إلى اتفاق تجاري أمريكي عالمي أو توافقات مالية داخلية قد تضغط على أسعار الذهب مستقبلاً، ومع ذلك، يُتوقع أن تواصل أسعار الذهب ارتفاعها على المدى المتوسط والطويل بفضل استمرار الأوضاع غير المستقرة.

توقعات أسعار الذهب على المدى الطويل

تشير التوقعات المستقبلية إلى احتمالية استمرار ارتفاع أسعار الذهب إذا بقيت المؤشرات الاقتصادية والسياسية سلبية، حيث يمثل الذهب ملاذاً آمناً يحتفظ المستثمرون به عند الأزمات، كما أن أي تراجع إضافي للدولار سيعزز من قوة الذهب، وفي المقابل، فإن أي تقدم في التوافقات السياسية والقوانين الاقتصادية الأمريكية قد يضعف الطلب على هذا المعدن الثمين.

وفقاً لمحللين اقتصاديين، قد يشهد الذهب تحديات قريبة إذا ما طرأت تغيرات في الظروف الاقتصادية، إلا أنه يظل قادراً على تحقيق مستويات تاريخية جديدة قد تصل إلى 3500 دولار للأونصة في حال استمرار ضعف العوامل المؤثرة على الدولار الأمريكي.