«قرار صادم».. الحوثيون يعلنون مفاجأة بشأن “مران” معقل زعيم الجماعة

أقدمت جماعة الحوثي المدعومة من إيران على اتخاذ إجراء جديد بإعلان إنشاء مديرية “مران” في محافظة صعدة، خطوة أثارت الكثير من التساؤلات حول دلالاتها وأهدافها الطائفية والأمنية. تضم هذه المديرية الجديدة سبع عزل تم فصلها من مديرية “حيدان”، ويأتي ذلك ضمن سلسلة تحركات تسعى لتعزيز المكانة الرمزية للجماعة عبر ترسيخ رمزية “مران” في الخطاب العام.

القرار الحوثي حول “مران” ودلالاته الطائفية

إن قرار إنشاء مديرية “مران” يكتسب أبعادًا طائفية واضحة، حيث يشير مراقبون إلى أن الجماعة تسعى إلى تحويل المنطقة إلى مزار ديني كبير، مستلهمة من نماذج مشابهة في إيران والعراق. مران، التي تحتضن قبر مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي، أصبحت مقصدًا للرموز الدينية داخل الجماعة، وتعمل على تكريس هويتها الخاصة عبر إنشاء أضرحة وتحويل المنطقة إلى مركز طائفي وتاريخي. الجماعة بدورها تستهدف من هذه الخطوة الحفاظ على تماسك مؤيديها وبناء تأثير رمزي أكبر على المستوى المحلي والدولي.

الأبعاد الأمنية وراء القرار

هذا القرار لا يحمل دلالات دينية فقط، بل يتوفر على أهداف أمنية أيضًا. جماعة الحوثي خططت لفرض عزلة متزايدة على منطقة مران، مع تشديد الرقابة على تحركات الأفراد فيها. وفقًا لمصادر محلية، تم تصميم هذه العزلة بهدف منع أي اختراق محتمل وضمان بقاء المنطقة مكانًا استراتيجيًا آمنًا لقيادتها. موقع مران الجغرافي يخدم الجماعة كقاعدة لوجستية وأمنية معقدة، ما يفسر رغبتها في وضع يدها كاملة على هذا المعقل المتشابك سياسيًا وأمنيًا.

مديرية مران والرمزية التاريخية للحوثيين

تعتبر مران منطلق الأحداث التاريخية المرتبطة بالجماعة الحوثية، إلى جانب كونها المعقل الأول الذي شهد على ولادة الفكر الحوثي وأهدافه. تعزيز الطابع الإداري لمران جاء لخدمة المشروع الطائفي الأوسع للجماعة وتسويقها كمنطقة محورية مقدسة. هذا التوجه يمثل استغلالًا ممنهجًا لتراث المنطقة لكنه يثير قلق الكثيرين حول طبيعة التحولات التي تنتظر محافظة صعدة بشكل خاص واليمن بشكل عام. الحوثيون يسعون لتأصيل أيديولوجيتهم وربطها بالوجدان العام للأتباع عبر إدارة رمزية تتجاوز الجانب المادي والإداري إلى بُعد فكري عميق.

يمكن القول إن هذا القرار لا يهدف فقط إلى ترسيخ النفوذ الحوثي، بل يحمل في طياته العديد من المعاني والدلالات التي تستحق المناقشة، خاصّة في ظل تنامي التوترات السياسية والأمنية في المنطقة. يعكس هذا التحول رغبة واضحة في التحكم بمفاصل المجتمع، مستعينين بالرمز الديني والسيطرة الأمنية الممنهجة.