«غضب إسرائيلي» يشتعل بسبب حرب غزة.. دعوات للتصعيد وسط انقسامات داخلية

«غضب إسرائيلي» يشتعل بسبب حرب غزة.. دعوات للتصعيد وسط انقسامات داخلية
«غضب إسرائيلي» يشتعل بسبب حرب غزة.. دعوات للتصعيد وسط انقسامات داخلية

الأوضاع السياسية والاجتماعية داخل إسرائيل تشهد توتراً متزايداً إثر العمليات العسكرية المستمرة في قطاع غزة، حيث تتصاعد الدعوات لوقف الحرب وإعادة النظر في أهدافها، تُبرز التصريحات السياسية المعترضة والاحتجاجات الشعبية حالة الانقسام العميق، بينما يستمر المجتمع الدولي في تشديد الضغط على الحكومة الإسرائيلية مع انتقادات للعمليات العسكرية وتدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع.

الغضب الداخلي من حرب غزة يتصاعد

تعالت الأصوات الرافضة للحرب داخل إسرائيل مع تصاعد العمليات العسكرية في قطاع غزة، إذ أصبحت المواقف المعارضة أكثر جرأة ووضوحاً، فتصريحات الجنرال المتقاعد يائير غولان لامست أوتاراً حساسة عندما أشار إلى أن الهدف الحالي للحرب غير منطقي، كما وصف الأوضاع بأنها تقود إسرائيل لتصبح دولة منبوذة عالمياً، وأضاف أن الاستمرار في استهداف المدنيين لن يحقق الأهداف المنشودة للحكومة، موضحاً أن الأوضاع الحالية أشبه بالفصل العنصري في جنوب أفريقيا سابقاً.

الانتقادات السياسية امتدت إلى قيادات أخرى، مثل موشيه يعالون الذي اتهم الحكومة الحالية بأنها تدير الحرب لتحقيق مكاسب سياسية فقط، متجاهلة المخاطر الوجودية التي تهدد البلاد، تصريحات مماثلة أطلقها سياسيون آخرون، مشيرين إلى أن التوجه الحالي لا يخدم المصلحة القومية للدولة وأمن المدنيين داخل المدن الإسرائيلية.

تحركات الشارع الإسرائيلي ضد السياسة العسكرية

لم تقتصر المعارضة على التصريحات السياسية فقط، بل شهد الشارع الإسرائيلي سلسلة من الاحتجاجات المتزايدة، أبرزها مسيرة انطلقت من مدينة سديروت، حيث طالب المواطنون بوقف فوري للهجمات العسكرية على غزة، ورفع المحتجون صوراً توضح معاناة المدنيين الفلسطينيين، جاء ذلك بقيادة حركة “الوقوف معاً”، التي تجمع بين عرب ويهود يهدفون إلى إنهاء الصراع وتحقيق السلام، الاعتقالات المتزايدة بين صفوف هذه الحركة لم تثبط من عزيمتهم، بل زادت من تصميمهم على إيصال رسالتهم.

في استطلاع حديث، اتضح أن تغير المزاج العام داخل إسرائيل أصبح جلياً، حيث أظهرت نتائج الاستطلاع أن الغالبية العظمى من الشعب تؤيد إنهاء المعارك، إذ يعتبر 61% من المواطنين أن تسوية الأزمة عبر التفاوض هو الحل الأمثل لاستعادة الأمن والإفراج عن الرهائن، وهو ما يُظهر تخوف المجتمع من تداعيات استمرار الحرب على النسيج الاجتماعي والسياسي.

ضغط دولي متزايد على الحكومة الإسرائيلية

المجتمع الدولي يزيد من حدة الضغط على إسرائيل، إذ شهدت العلاقات الدبلوماسية توتراً غير مسبوق مع دول كبرى، خاصة في أوروبا، حيث بدأت دول مثل المملكة المتحدة بفرض عقوبات تجارية وإيقاف محادثات في مجالات حساسة، كما تم استدعاء سفراء ورفع تقارير تدين العمليات العسكرية الحالية في غزة، الاتحاد الأوروبي دعا رسمياً إلى إعادة تقييم الشراكات الاقتصادية مع إسرائيل نتيجة الأضرار الجسيمة التي يتسبب بها الحصار والعمليات المستمرة على المدنيين.

يظهر جلياً أن حرب غزة تؤثر بشكل عميق على الأوضاع داخل إسرائيل، حيث يواجه المجتمع تحديات سياسية واجتماعية كبرى، مع ضغوط داخلية وخارجية تدفع لتحولات في السياسة العامة، وهو ما قد يدفع نحو تغيير استراتيجيات الحكومة باتجاه حلول بناءة ومستدامة، بما يخدم الشعبين ويجنبهما مزيداً من الخسائر.