«الفقر» يعمق الوحدة.. دراسة أوروبية تكشف «مفاجآت» صادمة عن التأثير النفسي

كشفت دراسة أوروبية حديثة عن العلاقة المباشرة بين الفقر والشعور بالوحدة، حيث يعاني الأفراد في الظروف الاقتصادية الصعبة من مستويات مرتفعة من الوحدة مقارنة بأقرانهم ذوي الدخول المرتفعة. استندت الدراسة إلى تحليل بيانات من 24 ألف مشارك عبر 20 دولة أوروبية، وهدفت إلى تقييم التأثيرات النفسية والاجتماعية للفقر وكيفية تأثيره على حالة العزلة العاطفية لدى الأفراد.

الفقر يعمق الإحساس بالوحدة

أظهرت النتائج أن الفئات الفقيرة تكون أكثر عرضة للشعور بالوحدة بشكل كبير، حيث أقر 49% من الأفراد ذوي أدنى مستويات الدخل بأنهم شعروا بالوحدة خلال أسبوع واحد، مقارنة بنسبة بلغت 15% فقط بين الأفراد ذوي أعلى مستويات الدخل. هذا التفاوت يعكس أثر الفقر بعيدًا عن الجوانب المادية فقط ليشمل الحالة العاطفية والنفسية التي تخلق شعورًا بالعزلة والانفصال، حتى في وجود التفاعل الاجتماعي.

العلاقة بين التفاعل الاجتماعي والوحدة

أكد التحليل أن الفقر يؤثر نفسياً مختلفًا عن تأثير كمية التفاعل الاجتماعي، حيث أشار المشاركون من جميع الفئات الاقتصادية إلى تواصل متقارب مع العائلة والأصدقاء. مع ذلك، يعاني الأفراد الفقراء من وحدة عميقة تنبع من عوامل اقتصادية واجتماعية تؤثر على شعورهم بالترابط والدعم. هذا يعني أن المشكلات الاقتصادية لا تسبب فقط العزلة الخارجية، بل أيضًا الوحدة الذاتية التي تُعتبر تحديًا نفسيًا وصحيًا.

الفقر والوحدة: تأثيرات صحية خطيرة

اعتبر الخبراء أن آثار الفقر لا تتوقف عند الشعور بالوحدة، بل ترتبط أيضًا بمجموعة من الأضرار الجسدية والنفسية. وفقًا للدكتور أران ديفيس، فإن الأعراض تشمل التعب، والألم، وانخفاض الحالة المزاجية؛ مما يشير إلى أن الوحدة الناجمة عن الفقر قد تكون نابعة من استجابة الجسم الدفاعية للضغوط النفسية. أضاف الخبراء أن الشعور بالوحدة الناتج عن الظروف الاقتصادية قد يكون له تأثير صحي على المدى البعيد يعادل آثار التدخين المزمن.

خلصت الدراسة إلى أن الحكومات يجب أن تنظر بعين الاعتبار إلى الفقر كعامل اجتماعي يؤثر في الصحة النفسية، وينبغي التركيز على توفير برامج دعم نفسي واجتماعي مكثفة للفئات ذات الدخل المنخفض، مع الدعوة لإجراء المزيد من الأبحاث لاستكشاف الآليات الدقيقة التي تربط الفقر بشعور الوحدة وتأثيراته على الأفراد.