«تطور نوعي» في أوروبا.. ألمانيا تلقي القبض على شاب يمني بتهم خطيرة

شهدت ألمانيا مؤخراً تطوراً قانونياً نوعياً تمثل في اعتقال شاب يمني بتهمة الانتماء إلى جماعة الحوثيين، في خطوة تعد الأولى من نوعها داخل الأراضي الألمانية، حيث أعلنت النيابة العامة الاتحادية أن الشاب المحتجز كان على صلة بتنظيم الحوثيين الذي يُصنف على أنه منظمة إرهابية أجنبية وفق القوانين الألمانية، مما يفتح الباب أمام تحولات قانونية هامة في أوروبا تجاه هذه الجماعة.

اتهام شاب يمني بالانتماء إلى جماعة الحوثيين

أكدت النيابة العامة في ألمانيا بأن الشاب اليمني، الذي يدعى “حسين”، قد تم اعتقاله في مدينة داخاو، بناءً على مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الاتحادية العليا بتاريخ 20 مايو 2025، ويواجه حسين اتهامات تتعلق بالانتماء إلى جماعة مسلحة إرهابية تعمل خارج الحدود الألمانية، حيث تشير التحقيقات إلى أنه انضم إلى صفوف الحوثيين في أكتوبر 2022؛ تلقى خلالها تدريبات مكثفة أيديولوجية وعسكرية بهدف المشاركة الفعّالة في العمليات القتالية التي تقودها الحركة داخل اليمن.

وتشمل لائحة الاتهام الرسمية أن الشاب أتم دورة تدريب تشمل استخدام الأسلحة والمهارات العسكرية، قبل أن يشارك في معارك مباشرة بمحافظة مأرب اليمنية بداية عام 2023، الأمر الذي يدل على تعاونه المباشر مع نشاط الجماعة العسكري، كما أن هذا الاعتقال خطوة تعكس رغبة ألمانيا في تعزيز مراقبتها للأنشطة العابرة للحدود التي تُعتبر تهديداً للأمن الإقليمي والدولي.

هل تمهد هذه الخطوة لتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية؟

إن هذه القضية تأتي كسابقة قانونية في ألمانيا، حيث لم يسبق للقضاء الألماني أن فتح تحقيقاً جنائياً يستهدف بشكل مباشر أفراداً مرتبطين بجماعة الحوثيين، وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، خصوصاً مع ارتباط حركة الحوثي المدعومة من إيران بتهديدات عابرة للحدود الأوروبية، ويقول مراقبون أن هذا التدخل الألماني قد يكون نواة لتصعيد أوروبي رسمي نحو تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية على غرار تصنيفات مشابهة وقعت في الولايات المتحدة ودول أخرى.

كما أن هذا الملف قد يشكل اختباراً لأنظمة العدالة في أوروبا، ومدى إلزامها بالتحرك وفق قوانين مكافحة الإرهاب في التعامل مع التهديدات المتزايدة التي تتبناها حركات تتخذ من الساحة اليمنية منطلقاً لأنشطتها الإقليمية المزعزعة للأمن.

تداعيات القضية وخطوات أوروبية محتملة

قد تؤدي هذه القضية إلى موجة من التحركات الأوروبية الرسمية ضد الحوثيين، لا سيما أن الاتهامات تضمنت أدلة دقيقة توثق مشاركة المشتبه به في معارك داخلية بمنطقة مأرب، وهو الأمر الذي يُعطي الدول الأوروبية مبرراً إضافياً نحو تشديد التدابير الأمنية وتعزيز التشريعات التي تستهدف الأنشطة الإرهابية المرتبطة بجماعات متشددة خارج نطاق الاتحاد الأوروبي، وبالإضافة لذلك، قد تصدر تقارير تتناول دعم دولي مرصود لهذه الجماعات ما يعزز الجهود لتوحيد المواقف الأوروبية تجاهها.