«أزمة ديون» تلوح في الأفق.. هل الاستثمار في الذهب يتفوق على السندات الأميركية؟

تجاوز الدين الأميركي حاجز 36 تريليون دولار مع تصاعد الخلافات السياسية حول سياسات الإنفاق والعجز، ما يثير قلق المستثمرين والأسواق من أزمة ديون قد تؤثر على الثقة بالسندات وتصنيفها كآمنة تاريخياً، وفي ظل هذه الظروف الاقتصادية المضطربة، يتألق الذهب مجدداً كملاذ آمن، مما يجعل التساؤل حول ما إذا كان الاستثمار فيه أفضل من السندات الأميركية أكثر أهمية من أي وقت مضى.

الذهب كأداة استثمارية وقت الأزمات

الذهب لطالما شكّل ملاذاً آمناً للمستثمرين في ظل فترات التوتر الاقتصادي والسياسي، ورغم أنه لا يحقق دخلاً ثابتاً كالسندات، فإنه يبرز كأصل قوي عند انخفاض الثقة بالعملات والأسواق، فعلى مدار العقود الثلاثة الماضية، ارتفع سعر الذهب تدريجياً ليصل إلى أكثر من 2300 دولار للأونصة، وسط عوائد سنوية تناهز 6.5%، وقد كان هذا الصعود مدفوعاً بالتحوط ضد المخاطر العالمية كالتضخم وتقلبات العملات وتراجع الاستقرار السياسي، لذا يعتبر الذهب خياراً مناسباً لمحافظ الاستثمار التي تسعى للتنويع.

ضعف الثقة بالسندات الأميركية وتأثيره على الأسواق

السندات الأميركية، التي لطالما كانت عماد الاقتصاد العالمي، تمر بمرحلة من تآكل الثقة، والسبب الرئيسي يكمن في تفاقم حجم الدين الأميركي وغياب السياسات المالية الواضحة، ومن بين المخاطر المترتبة عليها؛ التضخم الذي يؤدي إلى تآكل القيمة الشرائية للفوائد المدفوعة، وعدم الاستقرار السياسي الناجم عن الانقسامات الحزبية في الكونغرس، إلى جانب مخاطر إعادة التمويل حيث تزداد حاجة الحكومة إلى شروط إقراض جديدة وصعبة مع استمرار الدين في التراكم، ومع ذلك، يظل العائد الثابت الذي تقدمه السندات طويلة الأجل، والذي يُراوح بين 4% و5%، عامل جذب للمستثمرين الذين يبحثون عن دخل مستقر ومستمر.

هل الذهب أكثر جدوى من السندات الأميركية؟

الاختيار بين الذهب والسندات الأميركية يتوقف على ظروف السوق ودرجة المخاطر، ففي حال تفاقمت أزمة الدين الأميركي، قد يفقد سوق السندات بريقه لصالح الذهب الذي يُعتبر خياراً تقليدياً للتحوط من الأزمات، وعلى الجانب الآخر، إذا استقرت الأمور وتمكنت الإدارة الأميركية من تمرير سياسات مالية مسؤولة، فقد تبقى السندات خياراً رائجاً بين المستثمرين الباحثين عن الاستقرار والعائد الثابت، في كلتا الحالتين يؤكد الخبراء أن الذهب والسندات يلعبان أدواراً تكاملية في حماية المحافظ الاستثمارية عبر التنويع.

وفي نهاية المطاف، يبقى التنويع في الأدوات الاستثمارية، كالذهب والسندات الأميركية، هو الحل المثالي لتحقيق التوازن بين تقليل المخاطر وزيادة العوائد، خاصةً مع ارتفاع التحديات الاقتصادية وعدم الاستقرار المالي الذي قد يؤثر سلباً في الأسواق العالمية.