«تحذيرات خطيرة».. تأثير زلزال كريت على مصر وتصريحات هامة من عباس شراقي

شهدت منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط مؤخرًا زلازل متتالية كان أبرزها زلزال جزيرة كريت اليونانية بقوة 6.52 درجة على مقياس ريختر في 22 مايو 2025. وأثارت هذه الهزات قلقًا لدى سكان دول المنطقة، بما فيها مصر، حيث تسلط تصريحات الخبير الجيولوجي الدكتور عباس شراقي الضوء على مدى تأثيرها على البلاد.

تأثير زلزال كريت على مصر اليوم

أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، أن مصر تقع خارج نطاق الحزام الناري العالمي، وتتمتع باستقرار جيولوجي نسبي مقارنة بالدول الأخرى القريبة من مراكز الزلازل. وأوضح أن الهزات الأرضية التي تشهدها مصر غالبًا ما تكون متوسطة الشدة وتتركز في مناطق مثل خليج السويس وخليج العقبة، وهي ليست قوية بما يكفي لإحداث خطر كبير على المنشآت أو السكان، بسبب الطبيعة الخاصة لهذه المناطق.
وأضاف أن المسافة الكبيرة التي تفصل مصر عن مركز الزلزال في كريت، تقلل بشكل كبير من تأثير أي هزات أرضية. ويعتمد مدى تأثير أي زلزال على عوامل عدة تشمل سعة وقوة الزلزال، عمق بؤرته، قرب المنطقة المأهولة من مركز الزلزال، ومدى استعداد المنشآت لمقاومة الهزات.

زلازل البحار وخطر التسونامي

أوضح شراقي أن الزلازل التي تحدث في قاع البحر وتمتلك قوة أكبر من 6.5 درجة على مقياس ريختر قد تنتج عنها موجات تسونامي مدمرة إذا كانت البؤرة الزلزالية على عمق يتراوح بين 5 إلى 10 كيلومترات. كما أشار إلى أن هناك تحذيرات قد تصدر في أعقاب الزلازل القوية كإجراء احترازي لحماية سكان المناطق الساحلية من تأثير موجات تسونامي في حال حدوثها.
لكنه أكد أن خطر التسونامي على مصر محدود، نظرًا لوقوعها بعيدًا عن مناطق النشاط التكتوني الشديد مثل مناطق الأخاديد البحرية في المحيطات والمسطحات المائية المفتوحة التي تعد البؤر الرئيسية لتلك الظاهرة.

تأثير الزلازل على السدود الكبرى

أشار الدكتور شراقي إلى أهمية دراسة المواقع الجيولوجية والهندسية قبل بناء السدود لتجنب أي أضرار قد تنتج عن الزلازل، حيث يعتمد تأثير الهزات الأرضية على بُنية الموقع وقربه من مراكز النشاط الزلزالي. وأكد أن الزلزال الأخير لم يؤثر على السد العالي، الذي يبعد حوالي 1500 كيلومتر عن مركز الزلزال. أما سد النهضة، فهو أكثر عرضة لتأثير الزلازل بسبب النشاط الجيولوجي في الأخدود الإثيوبي.
وأضاف أن السدود المصممة وفق معايير عالية من الأمان تتحمل الهزات الأرضية وسطية القوة، ويجب أن تأخذ البحوث الهندسية في الاعتبار احتمالية حدوث زلازل سواء قريبة أو بعيدة.

وفي الختام، رغم قلق المواطنين نتيجة الزلازل الأخيرة، يظل استقرار مصر الجيولوجي ميزة تجعل تأثير هذه الظواهر الطبيعية محدودًا مقارنة بدول أخرى، مع استمرار أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية لضمان سلامة المنشآت والسياحة البحرية والأمان العام.