«تأثير مدمر».. زلزال كريت يهز مصر وتحذيرات خطيرة من عباس شراقي

ضرب زلزال قوي جزيرة كريت بقوة 6.5 درجة على مقياس ريختر، ما أثار تساؤلات حول تأثير هذه الزلازل على مصر ومدى تأثرها بالنشاط الزلزالي في منطقة البحر المتوسط. أكد خبراء أن مصر تتمتع بوضع جيولوجي مستقر مقارنة بالعديد من الدول الأخرى، ما يخفف من تأثير هذه الهزات عليها رغم شعور البعض بها في مناطق معينة.

تأثير زلزال كريت على مصر

تعتبر مصر بعيدة عن مراكز النشاط الزلزالي الرئيسية، حيث أشار الدكتور عباس شراقي، بأن مصر ليست منطقة ضمن ما يُعرف بالحزام الناري الذي يتسم بنشاط زلزالي وبركاني مكثف. وأضاف أن الزلازل التي تحدث عادةً في مصر تتركز في مناطق خليج السويس وخليج العقبة، وهي متوسطة القوة بسبب ضعف النشاط الجيولوجي في تلك المناطق بالمقارنة مع الدول المحيطة.
أما بالنسبة لزلزال كريت الأخير، فقد كان تأثيره محدودًا على مصر بسبب المسافة الكبيرة التي تفصل بين كريت والمناطق المأهولة المصرية. وأوضح الخبراء أن تأثير الزلازل يعتمد على عوامل متعددة؛ من بينها بعد الموقع الجغرافي، قوة الزلزال، وعمق البؤرة الزلزالية في باطن الأرض.

هل تشكل زلازل كريت خطرًا على السدود المصرية؟

أكد شراقي أن السد العالي، وهو أحد أهم المشروعات الهندسية في مصر، يقع بعيدًا عن نطاق تأثير الزلازل التي تضرب منطقة البحر المتوسط. وذكر أن زلزال كريت الأخير كان بعيدًا بنحو 1500 كيلومتر عن السد العالي، وهو ما يعني أنه لا يشكل أي خطورة عليه. أما بالنسبة لسد النهضة في إثيوبيا، فإن النشاط الزلزالي هناك مختلف كليًا عن البحر المتوسط، إذ يعتمد على الظروف الجيولوجية الخاصة بمنطقة الأخدود الإثيوبي، التي تُعد نشطة زلزاليًا ولكن بعيدة جغرافيًا عن الزلازل المتوسطة حول كريت.
وقدم الخبراء إرشادات هامة لتقليل تأثير الزلازل على السدود، منها دراسة المناطق الجيولوجية قبل البناء، والابتعاد عن المناطق التي تشهد ضعفًا في القشرة الأرضية أو تعرضًا للبراكين.

التوقعات المستقبلية لزلزال كريت وتأثيره على مصر

بالنظر إلى ما تم تسجيله من بيانات حول زلزال كريت، فإن معظم سكان مصر لم يشعروا بالهزة الأرضية التي وقعت. وأكد المركز الأورومتوسطي لرصد الزلازل أن تأثير الزلزال كان خافتًا للغاية في مصر بسبب العمق الكبير للبؤرة الزلزالية، بالإضافة إلى بعد المسافة بين كريت وسواحل مصر المطلة على البحر المتوسط.
ومن المحتمل أن تشهد منطقة البحر المتوسط هزات مماثلة في المستقبل نظرًا لنشاطها الزلزالي الطبيعي. ومع ذلك، فإن الخبراء يشيرون إلى أن البنية التحتية في مصر، خصوصًا في المناطق التي تشهد نشاطًا زلزاليًا خفيفًا، مصممة لتحمل هزات أرضية متوسطة الشدة بدون مشاكل كبيرة.

ختامًا، لا تزال مصر واحدة من أكثر الدول استقرارًا جيولوجيًا، مما يجعل خطر الزلازل عليها محدودًا مقارنة بالدول الأخرى الواقعة ضمن المناطق النشطة زلزاليًا. ومع التطورات المستمرة في تقنيات البناء والهندسة، يُمكن تقليل المخاطر المحتملة لأي نشاط زلزالي مستقبلي.