«ارتفاع قياسي».. أسعار الذهب عالمياً تتجاوز 3,300 دولار للأونصة!

تشهد أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق العالمية، حيث تخطت حاجز 3300 دولار للأونصة مدفوعة بتراجع الدولار الأمريكي وزيادة الإقبال على الملاذات الآمنة، يأتي هذا الارتفاع مدعومًا بعدة عوامل تشمل اضطرابات الأسواق وحالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، الأمر الذي جعل الذهب يحتفظ بمكانته كخيار مفضل للمستثمرين الذين يسعون لتأمين أموالهم في أوقات الأزمات.

ارتفاع أسعار الذهب يدفع المستثمرين نحو الأمان

شهد الذهب مكاسب ملحوظة مع ارتفاع سعره الفوري بنسبة 2.3% ليصل إلى 3315.62 دولار للأونصة، بينما صعدت العقود الآجلة الأمريكية بنسبة 2.5% مسجلة 3324.50 دولار للأونصة، يرجع هذا الارتفاع إلى انخفاض الدولار الأمريكي بنسبة 0.4% مقابل العملات الرئيسية، مما جعل الذهب أكثر جاذبية لدى المستثمرين؛ ذلك لأن تراجع الدولار يخفض تكلفة شراء الذهب بعملات أخرى.

من جهة أخرى، لعبت التوترات الجيوسياسية دورًا حيويًا في تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن، فمع تصاعد المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، سجلت الأسواق اهتمامًا متزايدًا بهذا المعدن النفيس، إضافة إلى ذلك، يترقب المستثمرون قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخصوص أسعار الفائدة، حيث إن التوقعات تشير إلى إبقاء أسعار الفائدة منخفضة بما يدعم اتجاه أسعار الذهب نحو المزيد من المكاسب.

تراجع الدولار وحالة الأسواق الآسيوية

ساهم تراجع الدولار في دعم أسعار الذهب بشكل واضح، حيث فقد الدولار حوالي 0.7% من قيمته مقابل الين الياباني ليصل إلى 143.94، وحقق الدولار الأسترالي أعلى مستوى له منذ خمسة أشهر عند 0.6493 دولار أمريكي، كما قفز الدولار التايواني وسط تكهنات بإعادة تقييم العملات الآسيوية، التي تسعى دولها لتعزيز التنافس التجاري مع الولايات المتحدة.

هذا الانخفاض في العملة الأمريكية جاء مدعومًا بسياسات الإدارة الأمريكية التي ألقت بظلالها على الثقة بالدولار كعملة احتياطية عالمية، وقد أجبر ذلك بعض الدول على النظر في بدائل للاستيراد والتصدير بعيدًا عن الدولار، وبالتالي خسر ميزانه القوي أمام العملات الآسيوية، الأمر الذي ساهم بشكل غير مباشر في رفع أسعار الذهب دوليًا.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

بحسب المحللين، فمن المرجح أن يحافظ الذهب على زخمه التصاعدي في الأشهر القادمة إذا استمرت العوامل الاقتصادية والسياسية في لعب الدور نفسه، من المتوقع أن تزداد مكاسب الذهب مع استمرار تراجع الدولار والإقبال على الأصول الآمنة.

في ظل هذا، يُوصى المستثمرون بمراقبة سياسات البنوك المركزية وتأثير التوترات الجيوسياسية على الأسواق، حيث إن ذلك قد يمنحهم المزيد من الفرص لتحديد الوقت المثالي للاستثمار في الذهب، كما تشير التوقعات إلى أن الذهب سيظل يحتفظ بجاذبيته كحماية من تقلبات السوق العالمية.