«انتهى الدرس».. عاطف صبيح يكشف التفاصيل بمقال جديد مثير للاهتمام

أن تولد في بيئة تفيض بالرفاهية مثل امتلاك “ببرونة” ذهبية لا يُعد إنجازًا في ذاته، فالإنجاز الحقيقي يكمن في أن تصل إلى مرحلة من الاحترام لذاتك، وترتبط بجذورك، وتُظهر للعالم قيمتك الحضارية، وهذه القيم هي ما تُميّز الأمم المتحضرة عن غيرها، وفي الأحداث الأخيرة التي شغلت العالم، ظهرت مواقف كشفت عن هذا الفرق الواضح بين الحضارة الأصيلة ومساعي التصنع الخالية من الجوهر.

القيم الحضارية: الكلمة المفتاحية التي تُميّزك

الحديث عن القيم الحضارية لا يعني ممارسات استعراض الثروات دون هدف واضح، فقد رأينا على مدى أربعة أيام كيف انشغل العالم بمشاهد تمثل بعثرة الأموال من أجل الترفيه والمظاهر البراقة، عوضًا عن تحقيق إنجازات ذات مغزى تُبهر العالم وتُطوّر المستقبل. القيم الحقيقية تتمثل في تقديم أمثلة حية للرجال والسيدات الذين يحتفون بماضيهم وبيئتهم وإنجازاتهم الحقيقية. هذه السلوكيات ليست مجرد شعارات تُردد، بل منهج حياة يأسر به العقلاء إعجاب العالم.

كيف تختلف الحضارات في إبراز هويتها؟

الحضارة ليست في المباني الشاهقة أو السيارات الفاخرة أو المواكب المرصعة بالذهب، بل في احترام الجذور والاعتزاز بالتاريخ، وهو ما أظهره الرجل الذي قيل عنه إنه أثقل من قادة العالم بأكملهم، فقد استضاف أحد الزوار وقدم له مثالًا حيًا عن الأرض التي أنبتته، وعرّفه بالوجوه البسيطة التي تعبر عن أسمى درجات الأصالة، ثم اصطحبه في مكان يعبر عن ثقافة متجذرة تعكس الفخر دون الحاجة إلى استعراض مادي، مما جعل الزائر ينقل للعالم إعجابه الصادق بما رآه.

الفرق بين قيادة حقيقية وقيادة المظاهر

الزيارة الخالية من الإسراف والاستعراض لم تنتهِ عند هذا الحد، بل استكملت بدروس قوية تم تقديمها في محافل دولية باحترام وواقعية. فالقيادة الحقيقية تترك أثرها عبر الكلمة والعمل المفيد، وليس من خلال استعراض أموال بلا معنى. من ناحية أخرى، ما شهده العالم من مؤتمرات ولقاءات سياسية يُبرز أهمية الرسائل القيمية التي تُرمى في الخطابات، والتي تهدف إلى إحداث تغيير حقيقي يستحق التقدير من الشعوب والرؤساء على حد سواء.

في مواجهة تلك الممارسات التي تعبّر عن نوع من “القبيلة الاقتصادية”، تظهر نماذج أخرى تقود العالم بمنطق الحكمة والاحترافية، حيث يرسَّخ الاهتمام بالحضارة والإنسانية والقيم التي تدوم، وهكذا تنبثق رسالة واضحة: الفرق بين الأصالة والزيف يكمن في أثر الأفعال والمواقف المستدامة، وهنا يمكن القول بكل وضوح: انتهى الدرس.