«القبة الذهبية».. مشروع أمريكي جديد يعيد تشكيل سباق التسلح العالمي

أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية مشروع “القبة الذهبية” للدفاع الفضائي، الذي يعتبر خطوة غير مسبوقة لتحويل الفضاء إلى خط الدفاع الأول ضد التهديدات الصاروخية المعقدة. يهدف المشروع إلى إنشاء شبكة متقدمة من الأقمار الاصطناعية، الصواريخ الاعتراضية، والذكاء الاصطناعي، لتوفير مظلة حماية متعددة الطبقات. هذه الخطوة تأتي في سياق تزايد التوترات الجيوسياسية وسباق الهيمنة على الفضاء بين القوى الكبرى.

مشروع القبة الذهبية: استراتيجية تقنية متكاملة

يقوم مشروع القبة الذهبية على تطوير شبكة مكونة من آلاف الأقمار الاصطناعية ذات المدار المنخفض، تتميز بأنظمة استشعار فائقة الحساسية قادرة على تتبع الأجسام بسرعات تصل إلى 20 ماخ، وتعمل هذه الشبكة بالتكامل مع وحدات إطلاق فضائية تمتاز بتقنيات الليزر والميكروويف لاعتراض الصواريخ. كما تعتمد هذه المنظومة على أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة تُحلل البيانات وتُصدر قرارات حاسمة في أجزاء من الثانية للاستجابة لأي تهديد محتمل، مما يجعل هذا النظام الأسرع والأكثر تطوراً مقارنة بالأنظمة الدفاعية التقليدية، مثل باتريوت وTHAAD. الهدف الأساسي من هذه الشبكة هو حماية الولايات المتحدة من الهجمات الباليستية والفرط صوتية، مع التأكيد على تعزيز قدرات الردع الدفاعية والهجومية في آنٍ واحد.

الأهداف العسكرية والهيمنة الفضائية في مشروع القبة الذهبية

لا يقتصر دور القبة الذهبية على الدفاع فحسب، بل يُمثل إعلانًا واضحًا عن نوايا أمريكا لتحقيق الهيمنة العسكرية في الفضاء. يعتبر ترامب ومستشاروه أن السيطرة على المدار الأرضي المنخفض سيُحدد موازين القوى العالمية في المستقبل، مما يدفع الولايات المتحدة إلى قيادة الاتجاه الدولي نحو عسكرة الفضاء. تشمل الأهداف الاستراتيجية للمشروع فرض شروط جديدة على أي صراع جيوسياسي، وتعزيز التحالفات الدولية؛ إذ تخطط واشنطن إلى جعل بعض مكونات القبة الذهبية متاحة لحلفائها ضمن اتفاقيات أمنية متعددة الأطراف لتعزيز التعاون الدفاعي، وزيادة قوة الردع الجماعي المشترك.

تكاليف القبة الذهبية وتأثيرها السياسي والاقتصادي

تتراوح التقديرات الأولية لتكلفة القبة الذهبية بين 175 مليار دولار إلى ما يزيد عن تريليون دولار حسب الدراسات البحثية. يُخطط البيت الأبيض لتمويل المشروع من خلال تخفيض الإنفاق في بعض المجالات غير الدفاعية، بالإضافة إلى حشد استثمارات القطاع الخاص، حيث تتعاون شركات كبرى مثل SpaceX وLockheed Martin لتطوير تقنيات الشبكة الدفاعية. رغم ذلك، تثير هذه الخطط تحفظات داخلية، خاصة من بعض الديمقراطيين الذين يرون أن الإنفاق الضخم على القبة الذهبية سيأتي على حساب أولويات داخلية كالتعليم والصحة، مما يعزز الانقسام السياسي داخل الكونغرس.

على الصعيد الدولي، قوبلت المبادرة بح