«انهيار الدولار» يرفع أسعار الذهب عالميًا.. توقعات صادمة حتى نهاية 2025

أسعار الذهب تشهد في هذه الأيام تقلبات غير مسبوقة، مما يثير تساؤلات حول أسباب ارتفاع السعر العالمي، الذي بلغ 3320 دولارًا للأونصة، وتأثيره على السوق المصري حيث وصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى مستويات قياسية. يعتبر الذهب اليوم ملاذًا آمنًا للمستثمرين في ظل اضطرابات اقتصادية وسياسية عالمية، وهو ما ينعكس على الأسواق المحلية بشكل مباشر.

لماذا تشهد أسعار الذهب ارتفاعًا رغم تراجع الدولار؟

يعتبر ارتفاع أسعار الذهب الحالي استجابة طبيعية لانخفاض قيمة الدولار الأمريكي عالميًا، فعندما تنخفض قوة العملة الأمريكية، يصبح الذهب خيارًا أكثر جذبًا سواء للمستثمرين الأفراد أو البنوك المركزية. من جانب آخر، فإن الأزمات الجيوسياسية والتضخم العالمي المتصاعد يدفعان المستهلكين للبحث عن أصول تعتبر أقل عرضة للخسائر مثل الذهب، الذي يعد مخزنًا للقيمة في أوقات عدم اليقين.
هذا الاتجاه تعززه السياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى، التي تلجأ لزيادة احتياطياتها من الذهب لتقليل اعتمادها على الدولار، ما يرفع الطلب العالمي بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، فإن زيادة التوترات الاقتصادية مثل احتمالات الركود تجعل الذهب واحدًا من الاستثمارات الأكثر أمانًا في الوقت الراهن.

ما وضع سوق الذهب في مصر حاليًا؟

رغم أن الجنيه المصري أظهر بعض التحسن في قيمته على المستوى المحلي، إلا أن أسعار الذهب في مصر لا تزال تتبع الاتجاه العالمي، مما أدى لارتفاع سعر جرام عيار 21 ليصل إلى 4655 جنيهًا. يعزى هذا التوجه إلى ارتباط السوق المحلي بشكل وثيق بالسوق العالمي، حيث يُستخدم سعر الأونصة كمرجع أساسي لتحديد الأسعار.
أيضًا، طبيعة السوق المصري وسلوكيات المستهلكين تسهم في زيادة التذبذب. مع تلك المستويات القياسية، يسود الآن جدل حول الأفضلية بين الاستثمار في الذهب على المدى الطويل أو الانتظار لتجنب الشراء بأسعار مرتفعة. ومع ذلك، إذا استمر الاقتصاد العالمي في حالته الراهنة، يتوقع الخبراء استمرار ارتفاع أسعار الذهب.

هل هذا الوقت مناسب لشراء الذهب؟

يتساءل الكثيرون إن كان من الحكمة شراء الذهب في الوقت الحالي أم الانتظار. إذا كنت تخطط للاستثمار طويل المدى، فقد يكون الشراء الآن خيارًا جيدًا خصوصًا مع توقعات الخبراء بارتفاع أسعار الذهب إلى 3500 أو 3600 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025. في المقابل، إذا كنت تنوي الشراء لأغراض الاستخدام القريب، قد يكون من الأفضل التريث قليلًا لمراقبة استقرار الأسعار.
ينصح خبراء الاقتصاد بمتابعة السوق يوميًا وعدم اتخاذ قرارات عشوائية، لا سيما مع حساسية أسعار الذهب تجاه التطورات السياسية والاقتصادية. وفي الوقت ذاته، إذا كنت تمتلك ذهبًا بالفعل، من الأفضل الاحتفاظ به الآن لأن التوقعات المستقبلية تشير إلى استمرار الاتجاه الصعودي في الأسعار.

في الختام، يستمر الذهب في كسب المزيد من الزخم بفعل تدهور قيمة الدولار والأزمات العالمية، مما يجعل الاستثمار فيه خيارًا جذابًا هذه الأيام. مع استقرار السوق، سيحدد المستقبل القريب مدى إمكانية التصحيح أو استمرار الصعود، مما يتطلب مراقبة دقيقة وتحليلًا جيدًا لأي مستجدات اقتصادية أو سياسية في الأفق.