«قفزة قياسية».. الذهب يتصدر المشهد بارتفاع 5% بفعل تهديدات ترامب الجمركية

شهدت أسعار الذهب قفزات ملحوظة خلال الأسبوع الماضي مسجلة أعلى مستوياتها خلال أكثر من أسبوعين، حيث ارتفعت بنسبة 5.1% نتيجة عوامل عدة أبرزها زيادة الطلب على الأصول الآمنة، نظراً لتصاعد النزاعات التجارية العالمية، علاوة على التراجع الملحوظ لقيمة الدولار الأمريكي، ما جعل الذهب خياراً جذاباً أمام المستثمرين الباحثين عن أمان استثماري.

ارتفاع سعر الذهب يدعم الاستثمارات الآمنة

أسواق الذهب شهدت تطورات ملحوظة مؤخراً مع ارتفاع سعر الذهب الفوري بنسبة 2.1% في نهاية تعاملات الجمعة ليصل إلى 3,362.70 دولار للأوقية، فيما صعدت العقود الآجلة لمستوى قريب عند 3,365.80 دولار، ومسجلين أفضل أداء يومي لهما خلال الستة أسابيع الماضية. هذا الاتجاه يعكس رغبة المستثمرين في تحويل استثماراتهم نحو المعادن النفيسة وسط القلق المتزايد من تصاعد التوترات التجارية والسياسات الاقتصادية المتغيرة، كما يعزز ذلك جاذبية الذهب كأصل آمن في وقت تواجه به العملات الكبرى ضغوطاً متزايدة.

كيف تؤثر تهديدات ترامب الجمركية على أسواق الذهب؟

زاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حدة النزاعات التجارية بتصريحاته الأخيرة، مهدداً بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على منتجات “آيفون” المستوردة والمصنعة خارج الولايات المتحدة، بالإضافة إلى رسوم مقدارها 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، مثل السلع الفاخرة والمنتجات الدوائية، وقد أثارت هذه التصريحات اضطرابات واسعة في الأسواق المالية، ما زاد من الإقبال على الاستثمار في الذهب، حيث يُعتبر ملاذاً مستقراً في ظل التقلبات السياسية والاقتصادية. توترات كهذه عادة ما تزيد من تضخم الطلب على الذهب وترفع من أسعاره عالمياً فضلاً عن تأثيرها السلبي على حركة الدولار.

الدولار الضعيف وتحفيز أسعار الذهب

شهد مؤشر الدولار تراجعاً بنسبة 0.9% ما ساهم في تعزيز أسعار الذهب نظراً لكونه يصبح أقل تكلفة للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى، ولعل أهم أسباب هذا الهبوط تشير إلى مشروع القانون الضريبي والإنفاق الحكومي الضخم الذي تم تمريره مؤخراً بالولايات المتحدة، حيث يتوقع أن يؤدي إلى زيادة الدين العام بشكل هائل. مع هذه المتغيرات، يستمر سوق الذهب بالنمو، ومن المتوقع أن يتجاوز حاجز 3,500 دولار قريباً، وقد يصل إلى 3,800 دولار للأوقية بحسب توقعات متفائلة.

تُظهر هذه الأرقام الوضع الحالي لأداء الذهب بمقارنة مع العملات الكبرى، كما توضح تأثير الأحداث الجيوسياسية على السوق، بالإضافة إلى الاتجاهات التصاعدية للمعادن النفيسة الأخرى مثل الفضة والبلاتين. ويمكن التوقع أن يشهد الذهب مزيداً من الصعود إذا استمرت الظروف الاقتصادية العالمية بنفس النمط المتقلب، ما يبرز قيمته كمصدر أمان على المدى الطويل.