«ارتفاع جنوني».. أسعار الذهب تقفز 175 جنيهًا خلال أسبوع واحد فقط

شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي، مدفوعة بتزايد الإقبال على المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية وضعف الدولار الأمريكي. وسجّل الذهب أعلى مستوياته في أسبوعين، متجاوزًا بذلك الخسائر السابقة، وسط مخاوف متزايدة بشأن الضرائب والرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ بالإضافة إلى ارتفاع واردات الصين من الذهب إلى مستويات قياسية.

ارتفاع أسعار الذهب عالميًا: العوامل المؤثرة

سجّلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا بنسبة 4.8% الأسبوع الماضي، حيث وصل سعر الأونصة إلى 3366 دولار بعد أن كان 3215 دولار عند بداية التداول. يعود هذا النمو إلى عدة عوامل أبرزها ضعف الدولار الأمريكي وتراجع مؤشرات الأسهم العالمية، مما أدى إلى تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن. كما ساهمت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوصيته بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي بنسبة 50%، في رفع مخاوف الأسواق المالية وزيادة الطلب على المعدن النفيس.

البيانات الاقتصادية الأمريكية أظهرت تأثيرًا واضحًا على الأسواق؛ إذ تراجعت مؤشرات الأسهم بقوة، بالإضافة إلى عمليات بيع مكثفة لسندات الخزانة الأمريكية، مما أدى إلى ارتفاع العائدات بشكل كبير وزيادة الضغوط على الدولار. هذه التطورات عززت من النظرة الإيجابية نحو الذهب كأصل آمن في ظل التقلبات العالمية.

واردات الذهب في الصين وترابطها بالسوق العالمي

شهدت الواردات الصينية من الذهب ارتفاعًا قياسيًا خلال الشهر الماضي، حيث بلغت إجمالي الواردات 127.5 طن، ما يمثل زيادة قدرها 73% مقارنة بالشهر السابق. يأتي هذا الارتفاع نتيجة تخصيص البنك المركزي الصيني حصصًا جديدة لبعض البنوك التجارية، مما زاد من الطلب المحلي رغم التحديات الكبيرة في السوق العالمية. يؤكد هذا الأمر على الترابط الوثيق بين السوق الصيني وسوق الذهب العالمي، حيث تعتبر الصين واحدة من أكبر المستهلكين والمستوردين للمعدن الأصفر.

هذا الارتفاع في الطلب الصيني على الذهب يعكس توجه الأسواق نحو تعزيز الأصول ذات القيمة الثابتة، لا سيما مع تزايد القلق العالمي بشأن ارتفاع الديون الاقتصادية والسياسات الحمائية. ويبدو أن السوق الصيني مستمر في دعم ارتفاع الأسعار عالميًا، خاصة مع استمرارية هذه السياسات النقدية والتوجهات المحلية.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

تتزايد التوقعات بأن الذهب سيظل مستمرًا في الصعود خلال الفترة المقبلة، بسبب استمرار السياسات الاقتصادية الضاغطة عالميًا. من جانب آخر، أظهر تقرير التزامات المتداولين للفترة المنتهية في 20 مايو تقلصًا بسيطًا في عقود شراء الذهب من قبل المستثمرين؛ ومع ذلك، يستمر الطلب العام في الصعود بفضل التصاعد المستمر في التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين.

بناءً على المعطيات الحالية، يبدو أن الأجواء ملائمة لاستمرار زخم الذهب كأصل آمن. مع استمرار الأزمات العالمية، ينتظر المستثمرون تطورات جديدة قد تعيد تشكيل الاتجاهات الاقتصادية، مما يجعل الذهب خيارًا مثاليًا للتحوط.