رسالة دكتوراة تسلط الضوء على دور الصورة الذهنية في التسويق السياسي والانتماء الحزبي

تمثل العلاقة بين التسويق السياسي وتكوين الصورة الذهنية محوراً هاماً في سلوكيات الأفراد تجاه الأحزاب السياسية، حيث تُعد الصورة الذهنية أداة أساسية لفهم التأثير المتبادل بين استراتيجيات التسويق السياسي ومستوى الارتباط الحزبي. في دراسة حديثة، تناول الباحث خالد عبد الرشيد بسيوني جمعة هذه العلاقة، ووضّح كيف تؤثر الصورة الذهنية بشكل إيجابي وفعال على تعزيز القيم السياسية والانتماء الحزبي بين المواطنين.

الصورة الذهنية والبناء السياسي

تشير الدراسة الميدانية التي أُجريت في محافظة الغربية إلى أن استراتيجيات التسويق السياسي، والتي تشمل المنتج السياسي والتسعير والتوزيع والترويج السياسي، تلعب أدواراً جوهرية في تشكيل الصورة الذهنية للجمهور. ومن خلال استبيان شمل 384 مشاركًا، أكد الباحث وجود علاقة إيجابية دالة إحصائياً بين هذه المكونات وبين الصورة الذهنية للمواطنين، مما يعكس التفاعل الفعّال بين هذه العوامل واستجابة الجمهور لها، حيث تُعتبر الصورة الذهنية جسرًا حقيقيًا يعزز من ترابط الحزب مع المواطن، وبالتالي يدعم فكرة النية نحو الارتباط الحزبي.

أهمية التسويق السياسي في تعزيز الانتماء الحزبي

أوضحت نتائج هذه الدراسة أن نجاح استراتيجيات التسويق السياسي ليس مسألة عشوائية، بل يعتمد على قدرة الأحزاب على تحسين منتجها السياسي وصياغة رسائل ترويجية تحمل رؤى واضحة ومصداقية. كما أكدت النتائج أن الصورة الإيجابية للحزب تؤدي إلى زيادة وعي المواطن بالقضايا السياسية، مما يجعله أكثر اندماجاً في المشهد المجتمعي والسياسي بشكل فاعل. وبالتالي، فإن تحسين آليات تصوير الحزب ومشاركته في قضايا المجتمع يُسهم في تعزيز المكانة والثقة السياسية.

توصيات لتعزيز الصورة الذهنية والانتماء الحزبي

قدمت الدراسة ثلاث محاور رئيسية للتطوير تشمل تحسين الأداء السياسي والإعلامي للأحزاب. أولاً، في مجال التسويق السياسي، أوصى الباحث بالتركيز على تطوير استراتيجيات تواصل مباشرة مع الجمهور واعتماد حلول رقمية مبتكرة. ثانيًا، تعزيز الصورة الذهنية من خلال الشفافية وتنمية البرامج المجتمعية وتحقيق المساواة بين الجنسين. ثالثًا، تحسين آليات استقطاب الشباب عبر التخطيط والتنظيم الجيد للحملات الانتخابية والحوار المستمر مع المواطنين.

بالإضافة إلى ذلك، أشادت لجنة المناقشة بالجهود البحثية التي قام بها الباحث والتي تميزت بالمهنية والابتكار، مما أدى إلى منحه درجة الدكتوراه بامتياز. حضر المناقشة عدد من الشخصيات الأكاديمية والتنفيذية للتأكيد على أهمية هذا التحقيق العلمي في تطوير المشهد السياسي العربي بشكل عام، وتقديم نماذج فعّالة من أجل تحسين المشاركة الحزبية والاجتماعية للمواطنين.