ترامب يهدد سامسونج: انتقادات لعدم تصنيع هواتفها داخل الولايات المتحدة

هدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب شركة أبل خلال اجتماع حديث مع الرئيس التنفيذي تيم كوك، معبرًا عن استيائه من قرارها بنقل جزء من إنتاجها إلى الهند بدلًا من البقاء في الصين. ووفقًا لتصريحاته، رفض ترامب فكرة تصنيع الأجهزة في الهند دون فرض ضرائب إضافية على المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة، مؤكدًا أن ذلك قد يؤثر بشدة على السوق الأمريكية.

الآثار الاقتصادية لنقل إنتاج أبل وتأثيره على الأسعار

قد يتسبب قرار شركة أبل بنقل إنتاجها إلى الهند في ارتفاع أسعار الهواتف الذكية بشكل كبير داخل الولايات المتحدة، حيث إن الرسوم الجمركية والضرائب قد يتم نقلها إلى المستهلكين. بحسب تقرير صادر عن وكالة الأسوشيتد برس، يمكن أن ترتفع أسعار هواتف آيفون المصنَّعة داخل الولايات المتحدة من 1,200 دولار إلى ما يقارب 1,500-3,500 دولار بسبب ارتفاع تكلفة العمالة والتصنيع محليًا مقارنة بالدول الأخرى مثل الهند أو الصين، ويشير الخبراء إلى أن مثل هذه التكاليف قد تؤثر سلبًا على الطلب المحلي.

يعد هذا التحول في الإنتاج جزءًا من استراتيجية أبل الرامية إلى تنويع سلاسلها التوريدية لتقليل اعتمادها على التصنيع الصيني وسط التوترات التجارية والسياسات الأمريكية التي تطالب بإجراء تغييرات جذرية تدعو إلى تعزيز الإنتاج المحلي. لكن يبقى السؤال: هل ستكون الولايات المتحدة قادرة على تقديم بديل فعّال من حيث التكلفة لشركات التكنولوجيا الكبرى؟.

الهند: مركز رئيسي لعمليات تصنيع شركة أبل

تتخذ شركة أبل من الهند مركزًا رئيسيًا لتوسيع قاعدة إنتاجها، ويُظهر تقرير نشرته وكالة رويترز أن الشركة قامت بتصنيع أجهزة آيفون بقيمة تُقدر بـ 22 مليار دولار خلال العام المالي الماضي في الهند، وهو ما يُظهر زيادة بنسبة 60٪ مقارنة بالعام السابق. كما أعلنت الشركة أن غالبية هواتف الآيفون التي تُباع في الأسواق الأمريكية هذا الربع ستأتي من الهند، بينما يتم إنتاج أجهزة الآيباد في فيتنام.

هذا التوسع في الهند يُمثل خطوة استراتيجية للتخفيف من المخاطر التي تطرأ نتيجة الاضطرابات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. كما أنه يعزز من وجود أبل في أسواق جديدة ذات تكلفة إنتاج أقل ومرونة أكبر في تلبية متطلبات الأسواق العالمية.

هل يمكن إعادة التصنيع إلى أمريكا؟

بينما يدفع ترامب بخطة إعادة المصانع والتصنيع إلى الولايات المتحدة، يعبر المحللون عن شكوكهم حول جدوى هذه الخطط. إذ أن تكلفة بناء مصانع عملاقة لتصنيع الهواتف الذكية في الولايات المتحدة قد تكون باهظة للغاية مقارنة بالدول النامية مثل الهند، الأمر الذي قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في أنماط الإنتاج والأسعار.

في الختام، يبدو أن التوتر التجاري بين الشركات الكبرى مثل أبل والسياسات الأمريكية يفتح الباب أمام تغييرات جوهرية في كيفية تصنيع وتوزيع المنتجات التكنولوجية، مما يطرح تساؤلات مهمة حول مستقبل الصناعة وسلاسل التوريد العالمية.