كشف هويات قادة أخطر البرمجيات الخبيثة في العالم في ضربة موجعة للهاكرز

أعلنت تحقيقات دولية في أوروبا وأمريكا الشمالية عن نجاح كبير في تفكيك البنية التحتية لعمليات برمجيات خبيثة متطورة يديرها مجرمون روس، حيث تعاونت أجهزة الشرطة من دول عديدة مثل بريطانيا، ألمانيا، وفرنسا لتنفيذ هذه العملية الواسعة ضد شبكات الفيروسات الإلكترونية التي هددت الأمن الرقمي لمؤسسات في جميع أنحاء العالم.

تفكيك شبكة دولية للبرمجيات الخبيثة

كشف المسؤولون الأوروبيون عن إصدار مذكرات توقيف دولية بحق 20 مشتبها، بينهم شخصيات بارزة ضمن شبكات البرمجيات الخبيثة “Qakbot” و”Danabot”، وتعتبر هذه الشبكات متورطة في عشرات الجرائم الإلكترونية المتقدمة؛ حيث استهدفت مؤسسات حكومية وشركات كبرى في عدد من الدول مثل بريطانيا والولايات المتحدة. عملية التفكيك التي أدارها مكتب التحقيقات الجنائية الألماني (BKA) استهدفت شبكة تضم 37 مشتبها، وتفصيلا، جرى تجميع أدلة واسعة ضد 20 منهم.

أوضحت السلطات أن معظم المتهمين يحملون الجنسية الروسية، ومن بينهم أفراد تورطوا في سرقات مالية ضخمة عبر الإنترنت وعمليات ابتزاز واسعة؛ من أبرزهم فيتالي نيكولايفيتش، المعروف باسم Stern وBen، وهو أحد أكبر المطلوبين عالميًا؛ يُتهم نيقولاي بالوقوف خلف إدارة شركة إلكترونية خبيثة تُقدر محفظة أعمالها بأكثر من مليار يورو.

تهديدات البرمجيات الخبيثة لدول العالم

توضح التحقيقات أن البرمجيات مثل Qakbot وDanaBot لم تكن مجرد أدوات للهجوم العشوائي، بل أداة مُنظمة استهدفت شركات كبيرة وجهات حكومية وحتى أفراد داخل الدول المتقدمة والمستهدفة. في ألمانيا، على سبيل المثال، سجلت مئات الشكاوى ضد أنشطة تتعلق بهذه الهجمات التي طالت مؤسسات بارزة عبر استغلال ثغرات أمنية. في ذات السياق، اعتمدت العصابات المتورطة على شبكات واسعة من المجرمين الرقميين لنشر هذه البرمجيات الخاصة بالقرصنة والتجسس.

تشير البيانات إلى نتائج مدمرة لهذه الأنشطة، مثل حوادث اختراق الأجهزة الشخصية والمؤسساتية؛ الانتقامية التي شهدتها الولايات المتحدة عام 2021؛ فضلاً عن ضرر متعمد استهدف أنظمة المستشفيات الحيوية خلال فترات حرجة مثل جائحة كوفيد-19، ليؤكد على ضرورة تكاتف الجهود العالمية لمكافحة هذه التهديدات الإلكترونية.

آفاق التعاون الدولي في مكافحة الجريمة الإلكترونية

عملية “إند جيم” التي أطلقتها السلطات الألمانية عام 2022 تعد واحدة من أكبر عمليات مكافحة الجريمة الإلكترونية؛ حيث أظهرت ضرورة تعزيز التعاون الدولي لمجابهة خطر الابتزاز الرقمي والتجسس. تورطت مجموعات مثل “كونتي” في هجمات مستمرة طالت الولايات المتحدة وأستراليا ودول أوروبية كبرى، الأمر الذي دفع دول مثل ألمانيا إلى اتخاذ إجراءات حاسمة، بإشراك كافة الأجهزة الأمنية للدول المتضررة.

كما أعلنت وزارة العدل الأمريكية عن توجيه الاتهام ضد 16 شخصًا مرتبطين بتطوير ونشر “DanaBot”، ويشكل الأمر تحذيرًا للدول بشأن تأثير الجرائم الإلكترونية، خاصة عند غياب التعاون الجاد، حيث أن الدور الدبلوماسي والقانوني مطلوب لتفادي الاختراقات المستقبلية.