«تراجع الدولار» و«مخاوف جيوسياسية» يرفعان جاذبية الذهب كأصل استثماري قوي

«تراجع الدولار» و«مخاوف جيوسياسية» يرفعان جاذبية الذهب كأصل استثماري قوي
«تراجع الدولار» و«مخاوف جيوسياسية» يرفعان جاذبية الذهب كأصل استثماري قوي

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال الآونة الأخيرة مدعومة بتراجع قيمة الدولار وتصاعد المخاوف الجيوسياسية، حيث اعتبر المستثمرون الذهب ملاذًا آمنًا في ظل تزايد التوترات العالمية، وتزايد الطلب على المعدن النفيس انعكس على ارتفاع سعره بشكل ملحوظ، مما يدعم مكانته كأصل استثماري موثوق وبخاصة في أسواق مضطربة مثلما نشهده حاليًا.

ارتفاع أسعار الذهب بسبب انخفاض الدولار

أوضح تقرير صادر عن شركة دار السبائك الكويتية أن الذهب اختتم الأسبوع الماضي بمكاسب ملحوظة ليصل إلى 3357 دولارًا أمريكيًا للأونصة، مسجلًا زيادة بنسبة 5.6%، يعود هذا الأداء إلى انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.84% أمام العملات الرئيسية الأخرى، إذ أصبح الذهب خيارًا استثماريًا أكثر جاذبية بفضل تراجع العملة الأمريكية التي تُعد أبرز عوامل تأثير أسعار الأصول الثابتة، كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم يونيو بنسبة 2.14%؛ وهو ما يشير إلى ترقب مستثمري الذهب لاستمرار الاتجاه الصعودي خلال الفترة القادمة.

عوامل جيوسياسية تدعم أسعار الذهب

المخاوف الجيوسياسية كانت أحد العوامل المؤثرة بقوة على صعود أسعار الذهب، إذ تأتي على رأس تلك العوامل التقارير حول احتمال تنفيذ عمليات عسكرية “إسرائيلية” ضد المنشآت النووية الإيرانية، ما قد يؤدي إلى اضطراب حركة التجارة البحرية وارتفاع درجة التوتر الدولي، كما تفاقمت الأوضاع في أوكرانيا وسط تحذيرات أمريكية من تصعيد إضافي للأزمات الإقليمية، وبالتالي لجأ المستثمرون إلى الذهب كأحد أكثر الأصول أمانًا في مثل هذه الظروف غير المستقرة، ما أسهم في تحقيق سيولة يومية بحسب تقديرات مجلس الذهب العالمي بلغت نحو 165 مليار دولار.

توجهات اقتصادية وتسعير الذهب محليًا

لم تقتصر العوامل المؤثرة في أسعار الذهب على الجوانب الجيوسياسية فقط، بل ساهمت التصريحات الأمريكية الأخيرة بفرض رسوم جمركية إضافية على الاتحاد الأوروبي ومنتجات مثل هواتف آيفون المنتجة خارج الولايات المتحدة في إضافة المزيد من القلق للأسواق، لاسيما مع الجمود الذي يواجه المحادثات التجارية، أما محليًا أشار تقرير دار السبائك إلى أن أسعار الذهب في الكويت سجلت صعودًا مع وصول سعر جرام الذهب عيار 24 إلى حوالي 33.1 دينار كويتي، بينما بلغ سعر عيار 22 قرابة 30.340 دينار، وعكس هذا الارتفاع أيضًا الانتعاش العالمي للذهب وتزايد الإقبال عليه في ظل تصاعد مختلف العوامل المؤثرة.

التوقعات بشأن الذهب لا تزال تشير إلى استمراره كملاذ وعامل استثماري قوي خلال الفترة المقبلة ارتباطًا بالمخاوف المستمرة من الاضطرابات العالمية وتحركات الاقتصاد الدولي، وهو ما يُبقي السوق متحفزًا لمزيد من الأداء الإيجابي للمعدن النفيس.