«تهديدات جديدة» من الحوثيين لإسرائيل.. ونشطاء يعلقون: “نار على الهشيم”

«تهديدات جديدة» من الحوثيين لإسرائيل.. ونشطاء يعلقون: “نار على الهشيم”
«تهديدات جديدة» من الحوثيين لإسرائيل.. ونشطاء يعلقون: "نار على الهشيم"

جماعة الحوثيين أصدرت تهديدات جديدة موجهة لإسرائيل بعد الغارات الجوية الأخيرة على مناطق في اليمن، حيث أثارت هذه التهديدات التساؤلات حول جديتها وفعاليتها في تحقيق توازن الردع. جاءت هذه التصريحات عقب عمليات عسكرية إسرائيلية مدمرة استهدفت مرافق اقتصادية وبنية تحتية حيوية، مخلفة خسائر بشرية ومادية كبيرة، مما دفع العديد من النشطاء إلى التشكيك في جدوى ردود الفعل الحوثية.

تهديدات الحوثيين لإسرائيل: بين التصريحات والواقع

الغارات الجوية التي نفذتها أكثر من 30 مقاتلة إسرائيلية على مواقع استراتيجية في اليمن أحدثت زلزالًا على المستويات الإنسانية والاقتصادية، إذ تم استهداف ميناء الحديدة ومواقع أخرى مثل مصنع أسمنت باجل باستخدام أسلحة دقيقة التوجيه. أدت هذه الضربات إلى تعطيل المرافق الحيوية وإصابة العديد، بينهم مدنيون، إلا أن رد الحوثيين جاء في إطار الخطابات الإعلامية التي وصفها البعض بأنها “غير واقعية”.

تصريحات الحوثيين جاءت على لسان المتحدث الرسمي باسم حكومتهم غير المعترف بها، متوعدة بـ”توسيع بنك الأهداف” ضد إسرائيل، ولكن دون تقديم تفاصيل واضحة حول توقيت أو آليات الرد، مما زاد من استياء النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي. أثارت التساؤلات عن جدوى هذا التصعيد الإعلامي، وعما إذا كان سيترجم إلى فعل حقيقي على الأرض.

خسائر الغارات الإسرائيلية على اليمن

أدت الغارات الإسرائيلية إلى دمار كبير في البنية التحتية اليمنية، حيث تأثرت الموانئ والمنشآت الصناعية والخدمية بشكل مباشر. من بين هذه المواقع ميناء الحديدة الذي يشكل شريان حياة لعموم البلاد، حيث توقف العمل فيه بشكل شبه كامل. الضرر لم يقتصر على الجانب الاقتصادي، بل طال أيضًا الجانب الإنساني مع وقوع إصابات في صفوف المدنيين، ما يزيد من معاناة الشعب اليمني الذي يعاني بالفعل من سنوات الحرب المستمرة.

مع ذلك، يبدو أن التصعيد الإعلامي الحوثي يأتي كمحاولة لامتصاص الغضب الشعبي، خاصة مع تصاعد الانتقادات الداخلية والخارجية. هذه الانتقادات تتمحور حول ما اعتبره البعض “جر البلاد إلى مواجهات غير متكافئة”، بينما يتسابق الكثير من النشطاء على الساحة الافتراضية للسخرية من التهديدات الحوثية التي لم تترجم فعليًا بأي رد فعل عسكري.

هل تهديدات الحوثيين لإسرائيل حقيقة أم مناورة؟

يبقى السؤال الأهم: هل لدى الحوثيين الإمكانات الكافية لتنفيذ هذه التهديدات؟ حتى الآن، تشير المؤشرات إلى أن هذه التهديدات مجرد تصريحات إعلامية تهدف إلى البناء على شعارات دعائية للتأثير على الرأي العام الداخلي والإقليمي. مراقبون يرون أن هذه الحركات تفتقر للإعداد الاستراتيجي والعسكري لتنفيذ ردود فعل مؤثرة تجاه إسرائيل، التي أكدت من خلال الضربات الأخيرة قدرتها على توسيع عملياتها أينما وجدت الضرورة.

في ظل استمرار الوضع الراهن، يعاني المدنيون في المناطق اليمنية من تصاعد الكلفة الإنسانية والمادية للأحداث، بينما تبقى التصريحات الحوثية دون ترجمة فعلية على الأرض. وبينما تتكرر التساؤلات عن حقيقة تهديدات الحوثيين، يبقى الواقع مأساويًا للشعب اليمني الذي يدفع ثمن صراعات تستخدمه قربانًا لأجندات سياسية وعسكرية غير مبررة.