
يواجه تصنيع هواتف “آيفون” داخل الولايات المتحدة تحديات هائلة تجعل تحقيق هذا الهدف أمراً بعيد المنال. تتعلق هذه التحديات بالعوامل اللوجستية، الاقتصادية، والتقنية التي تعيق تحول الإنتاج من دول آسيوية مثل الصين إلى أميركا. ومع تهديد الإدارة الأميركية بفرض رسوم جمركية مرتفعة لإجبار شركات التصنيع على التوطين، تبقى المشكلات الأساسية بلا حلول جذرية.
التحديات اللوجستية في تصنيع آيفون داخل الولايات المتحدة
تمتلك شركة آبل شبكة توريد عالمية معقدة تمتد إلى عشرات الدول حول العالم لتوفير آلاف المكونات اللازمة لتصنيع أجهزة آيفون. هذه الشبكة تتسم بالكفاءة العالية التي طورتها على مدار سنوات طويلة، ويصعب إعادة بنائها داخل حدود الولايات المتحدة بسبب نقص البنية التحتية اللازمة والوقت الطويل الذي يحتاجه ذلك. ومع استمرار اعتماد آبل على الموردين العالميين، يصبح نقل الإنتاج عملية مكلفة وتتطلب جهوداً غير مسبوقة.
على المستوى اللوجستي، فإن إنتاج الأجهزة محلياً يعني إنشاء مصانع كاملة في الداخل الأميركي لتجميع وتجهيز المكونات. بناء مثل هذه المنشآت يتطلب استثمارات بمليارات الدولارات، مع احتمالية حدوث تأخير في الإمدادات واضطرابات في الإنتاج. علاوة على ذلك، تعاني الولايات المتحدة من نقص واضح في العمالة المتخصصة التي يمكنها التعامل مع تعقيدات تصنيع الأجهزة الإلكترونية.
ارتفاع تكاليف الإنتاج وتأثيره على أسعار المستهلك
أحد أكبر العقبات المرتبطة بتصنيع آيفون داخل الولايات المتحدة هو التكلفة المرتفعة للإنتاج. العديد من التقديرات تشير إلى تضاعف سعر الآيفون في حال تصنيعه بالكامل داخل أميركا، حيث قد يصل السعر إلى حوالي 3500 دولار مقارنة بالسعر الحالي البالغ حوالي 1200 دولار. الفارق في التكلفة يعود بشكل رئيسي إلى أجور العمالة المرتفعة في الولايات المتحدة مقارنة بدول مثل الصين، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة المواد والبنية التحتية.
تأثير هذه التكلفة المرتفعة يمتد إلى المستهلكين حيث سيرتفع سعر الجهاز بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى انخفاض الطلب على منتجات آبل. ومن جهة أخرى، قد تواجه الشركة تحديات تتعلق بالمنافسة مع الشركات الأخرى التي تتمتع بتكاليف إنتاج أقل بفضل قدرتها على الاستفادة من العمالة الرخيصة والبنية التحتية المتطورة في الدول الآسيوية.
تحديات تقنية تمنع تحقيق الحلم
جانب آخر لا يقل أهمية هو العوائق التقنية. تصنيع الآيفون يتطلب تقنيات متقدمة، مثل الأذرع الروبوتية التي تستخدم لتثبيت المكونات الدقيقة، والتي لا تتوفر على نطاق واسع داخل الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، خطوط الإنتاج والخبرات التكنولوجية المتراكمة على مدار عقود في دول مثل الصين تجعل من المستحيل عمليا نقل نفس الكفاءة إلى داخل الولايات المتحدة في الوقت الراهن.
من ناحية أخرى، تعاني الولايات المتحدة من ضعف الحوافز الاستثمارية مقارنة بالدول الآسيوية التي تقدم فوائد ضريبية كبيرة وتكاليف منخفضة للشركات. ولهذا، فإن بناء المصانع وتدريب العمالة محلياً يمكن أن يستغرق سنوات طويلة لتطوير الخبرات والبنية اللازمة لتصنيع أجهزة معقدة بحجم الآيفون.
في الختام، ورغم الضغوط السياسية التي يمارسها البعض لتعزيز التصنيع المحلي، فإن العوامل الاقتصادية، التقنية، واللوجستية تجعل الأمر بعيد المنال. الأجدى هو تطوير شراكات عالمية مستدامة وتحسين كفاءة العمليات اللوجستية لتعزيز الإنتاجية دون التأثير سلباً على تكلفة المنتج للمستهلك.
«أسعار خيالية» الفضة اليوم الأحد 18 مايو 2025.. اكتشف سعر الجرام الآن
جدول المعاشات 2025.. موعد الصرف الجديد يوفر راحة فورية للمستفيدين
آبل تعدل قواعد متجر التطبيقات في أمريكا بتغيير كبير ومثير للاهتمام
«أحداث نارية» انطلاق الحلقة 192 من مسلسل المؤسس عثمان على ATV بجميع الترددات
«قفزة جديدة» في سعر طن الأرز الشعير اليوم الأحد 4 مايو 2025 بالأسواق
«شوف الجديد».. تردد قناة الفجر الجزائرية 2025 على نايل سات وعرب سات الآن!
«مش هتفوت».. تردد قناة ATV التركية لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 192 وموعد العرض
موعد صرف معاش مايو 2025 وطريقة الاستعلام.. تفاصيل الراحة المالية قريبًا