«التوجيه العالمي» قانون أستراليا بحظر التواصل الاجتماعي للمراهقين وتأثيره على مستقبل التكنولوجيا

«التوجيه العالمي» قانون أستراليا بحظر التواصل الاجتماعي للمراهقين وتأثيره على مستقبل التكنولوجيا
«التوجيه العالمي» قانون أستراليا بحظر التواصل الاجتماعي للمراهقين وتأثيره على مستقبل التكنولوجيا

تعتبر قضية حظر التواصل الاجتماعي للمراهقين من الموضوعات الراهنة التي تشغل بال الكثيرين في مختلف أنحاء العالم، خصوصاً مع تزايد القلق حول التأثيرات السلبية لهذه المنصات على الأطفال والمراهقين، مما دفع بعض الدول، مثل أستراليا، إلى اتخاذ خطوات لتنفيذ مثل هذا الحظر، ويأتي ذلك في إطار السعي لحماية الجيل الناشئ من المخاطر المتزايدة التي تترتب على الاستخدام المفرط لتقنيات التواصل الاجتماعي، فضلاً عن تعزيز الوعي بمخاطرها

حظر التواصل الاجتماعي للمراهقين

يسعى حظر التواصل الاجتماعي للمراهقين إلى تعزيز سلامتهم النفسية والاجتماعية، وذلك في ظل التصاعد المتزايد للتحديات التي يواجهها الشباب في العالم الرقمي، وقد بات واضحاً أن عددًا من الدراسات أكدت أن هذه المنصات تؤثر سلبا على التركيز الذهني وذكاء الشباب إلى جانب التأثيرات النفسية الأخرى، فعندما تنشأ علاقة غير صحية بين المراهقين ووسائل التواصل الاجتماعي، يصبح الأمر ذو تبعات خطيرة على صحتهم النفسية والعقلية

بحسب تقرير نشره موقع “بي سايكولوجي”، فإن وسائل التواصل الاجتماعي مُكَوَّنة بشكل يجعلها مدمنة، حيث تستغل طبيعتنا العصبية من خلال إشعارات تدفعنا للتحقق المستمر، مما يسبّب حالة من الهوس بأرقام الإعجابات والتفاعلات غير الموثوقة، وهذا ما يعزز الحاجة للحد من استخدام هذه المنصات بين فئة المراهقين، حيث يولي الشباب أهمية مُفرطة لهذه الإشعارات في قياس قيمتهم الاجتماعية والنفسية

أستراليا تحظر التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 16 عاماً

في ظل هذا الواقع، اتخذت أستراليا خطوة جريئة في نهاية العام الماضي، إذ وضعت قانوناً يحظر التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن السادسة عشر، وهو ما أثار جدلاً دولياً حول كيفية تعاطي البلدان الأخرى مع هذه القضية، ويشمل هذا الحظر منصات معروفة مثل تيك توك وفيسبوك وسناب شات، وتتضمن العقوبات المفروضة على مالكي هذه المنصات غرامات تصل إلى 50 مليون دولار أسترالي في حال إخفاقهم في منع هذه الفئة العمرية من إنشاء حسابات

أضرار التواصل الاجتماعي للمراهقين

تتعدد أضرار التواصل الاجتماعي للمراهقين، وقد دفعت تلك المخاطر العديد من الحكومات إلى التفكير جدياً في حظر التواصل الاجتماعي للمراهقين، وتشمل هذه الأضرار تشتت الانتباه واضطراب النوم وضعف الروابط الاجتماعية الحقيقية، كما أن هذا الاستخدام المفرط يؤدي إلى افتقار المراهقين للانتباه إلى واجباتهم الدراسية والأنشطة الاجتماعية الأخرى، بجانب التعرض لمشاكل التنمر الإلكتروني الذي ينتج عنه قلق وعزلة في بعض الحالات

  • تشتيت الانتباه والإخلال بالتركيز
  • الإصابة باضطرابات النوم
  • تعزيز المشاعر السلبية مثل الاكتئاب والقلق
  • الافتقار للعلاقات الاجتماعية الواقعية
  • انتشار المعلومات الخاطئة والشائعات

يتفق العديد من الخبراء على أن هذه المنصات تُصعّب على المراهقين التفريق بين الواقع والخيال، مما يؤثر على تقديرهم لذاتهم، وقد يتسبب ذلك في نتائج تتجاوز مجرد الجوانب النفسية، حيث تؤدي هذه الأمور إلى تقليل فترات تواصلهم الفعلي مع الأصدقاء والعائلة، وتعزز كذلك عدم قدرتهم على تكوين علاقات ذات جدوى

على ضوء ما سبق، ينبغي أن يكون هناك وعياً مجتمعياً شاملاً حول حظر التواصل الاجتماعي للمراهقين، لا سيما من قبل أولياء الأمور والمربين، لضمان حماية الأطفال من مخاطره