«ذكريات مؤلمة» فايزة كمال لماذا أنها غائبة عن الأضواء رغم موهبتها الفائقة؟

في الذكرى الحادية عشرة لرحيل الفنانة المصرية الموهوبة فايزة كمال، يسترجع الجميع ذكرياتها وأعمالها التي تركت بصمة واضحة في تاريخ الفن العربي، حيث تميزت بأدائها الصادق والمميز وأسلوبها الفريد الذي أثر في قلوب عشاق الفن، وفي هذا السياق، نقدم لمحة عن مسيرتها الفنية والإنسانية التي تبقى مستمرة رغم غيابها الأليم.

فايزة كمال: النشأة والبدايات في عالم الفن

وُلدت فايزة محمد كمال في 31 ديسمبر 1960 في الكويت لأبوين مصريين، حيث قضت طفولتها في هذا البلد قبل العودة إلى مصر، وكانت منذ الصغر تتطلع إلى الفنون، فقامت بالالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ونجحت في دراسة الفنون التمثيلية والديكور، حيث دعمها أستاذها المخرج الكبير سعد أردش في اتخاذ قرار دراسة التمثيل، مما قربها أكثر من عالم الفن.

أبرز أعمال فايزة كمال الفنية

استهلت فايزة مشوارها الفني بمسلسل “العدل والتفاح”، حيث أبدعت في تقديم أداء قوي إلى جانب نجوم مثل مديحة كامل وعبد الله غيث، وتوالت أعمالها الناجحة بعد ذلك، وقدمت مجموعة من المسلسلات التي تركت أثرًا عميقًا في قلوب المشاهدين، منها:

• الطاحونة
• وتاه الطريق
• المال والبنون
• رأفت الهجان
• الإمام الشافعي

وفي السينما، قدمت فايزة أدوارًا بارزة في أفلام مثل:

• الطائرة المفقودة
• الحب في غرفة الإنعاش
• جدعان الحلمية
• بنت حارتنا

ولم يغفل الجمهور عن دورها المسرحي المتميز في “الملك هو الملك” مع صلاح السعدني ومحمد منير، حيث أثبتت موهبتها الفائقة في هذا المجال، فكانت فنانة لا تُنسى.

أسلوب فايزة كمال الفني وأدائها المتميز

عرفت فايزة كمال بأسلوبها الهادف والرقي، حيث تميز أداؤها بالهدوء والعمق، ولقد كانت تبتعد عن الأدوار السطحية أو الإغراء رغم تكاثر العروض، لذلك أصبحت جزءًا من عراقة الفن المصري، وقد اتخذت قرار الظهور الإعلامي بشكل نادر مما زاد من احترام واحترام الجمهور لها.

فايزة كمال: الأم والزوجة المحبة

تزوجت فايزة من المخرج المسرحي مراد منير، وقد أنجبت منه ابنيها يوسف وليلى، وقد عُرفت بكونها أمًا حنونة، حيث كانت تهتم بأبنائها وزوجها من دون أن تفرط في حياتها المهنية، فرغم مشاغلها، كانت تسعى دائمًا لتحقيق التوازن بين الحياة الأسرية والفن.

سبب غياب فايزة كمال عن النجومية

كشف زوجها مراد منير عن أسباب غيابها عن دائرة النجومية، حيث أشار إلى أنها كانت تملك موهبة عظيمة ولكنها رفضت عروضًا غير أخلاقية، مما أثر على مسيرتها الفنية، حيث تم منعها من المشاركة في أدوار البطولة بسبب قرارها الجريء، مما أخر اقترابها من دائرة الأضواء التي كانت تستحقها.

فايزة كمال: وداع مبكر وصادم

في السنوات الأخيرة من حياتها، عانت من مرض السرطان الذي عادت لتواجهه بعد فترة من التعافي، توفيت في 26 مايو 2014 تاركة وراءها حزنًا كبيرًا في الوسط الفني وعشاقها، ورغم رحيلها، تظل أعمال فايزة كمال حاضرة في الذاكرة، كفنانة قدمت الكثير وأثرت في الفن العربي بموهبتها المميزة.