تراجع أسعار النفط في ظل انتظار قرارات “أوبك+” حول زيادة الإنتاج

تعاني أسعار النفط تراجعاً ملحوظاً، وذلك في ظل الأجواء المتوترة المرتبطة باجتماع تحالف أوبك+ المرتقب، حيث تعكف الأسواق على تحليل المؤشرات التي قد تدل على زيادة محتملة في إنتاج النفط خلال شهر يوليو المقبل، ويُنظر إلى أي قرارات تتخذها المنظمة على أنها ستكون لها تأثيرات كبيرة في السوق. تعتمد معدلات الطلب والعرض في السوق العالمية على تحركات تحالف أوبك+، حيث يسعى إلى تحقيق توازن بين الأسعار والمخزونات.

أسعار النفط اليوم

شهدت أسعار النفط اليوم، تراجعاً ملحوظاً للعقود الآجلة لخام برنت، حيث انخفضت بمقدار 12 سنتاً، ليصل سعر البرميل إلى 64.62 دولارًا، أما خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي فقد تراجع بنحو 19 سنتاً، ليبلغ سعر البرميل 61.34 دولارًا. ويشير المحلل في بنك “إيه إن زد”، دانييل هاينز، إلى أن التقلبات في أسعار النفط جاءت نتيجة انتظار السوق لمخرجات اجتماع أوبك+ المُنتظر، وسط توقعات بزيادة الإنتاج، مما يساهم في ارتباك السوق.

ارتفاع المعروض العالمي

التراجع في الأسعار يأتي بعد أن سجلت أسعار النفط أول خسارة أسبوعية لها منذ ثلاثة أسابيع، بسبب المخاوف التي تشغل بال المستثمرين من زيادة المعروض العالمي، بالإضافة إلى تهديدات الرسوم الجمركية التي قد تؤثر سلباً على الطلب الكلي للنفط. وفقاً لوكالة “رويترز”، أكدت مصادر في التحالف أن ثمانية دول كانت قد التزمت بتقليص الإنتاج طوعياً، ستعقد اجتماعًا يوم 31 مايو الجاري، وهو الاجتماع الذي يسبق الاجتماع الرئيسي للتحالف، والذي سيتناول تحديد معدلات الإنتاج لشهر يوليو.

رفع انتاج أوبك+

تشير التوقعات إلى أن تحالف أوبك+ قد يقرر رفع الإنتاج بنحو 411 ألف برميل يوميًا، وذلك في إطار سياسة الزيادة التدريجية التي تم اعتمادها في الأشهر الماضية. وقد وافق التحالف سابقًا على تسريع وتيرة الزيادات الإنتاجية في شهري مايو ويونيو، إضافة إلى أن أوبك+ اتفقت هذا الشهر أيضًا على تسريع تكثيف الإنتاج للشهر الثاني على التوالي في يونيو، وكل هذا يأتي في إطار محاولة إدارة الأسعار والتأكد من توفر الإمدادات الكافية لدعم السوق.

مع اقتراب اجتماع أوبك+، يبقى التركيز على تأثير هذه القرارات على أسواق النفط العالمية، حيث تسعى الدول الأعضاء إلى التوصل إلى توافق يضمن استقرار السوق، ويعزز مستويات الأسعار المتاحة في الوقت الذي تسعى فيه لزيادة الإنتاج وتلبية الطلب المتنامي. إن التحركات القادمة من أوبك+ ستلعب دوراً محورياً في تحديد مسار الأسعار في الأيام والأسابيع المقبلة، حيث سيكون مزيد من المتغيرات في العرض والطلب على الأرجح هو المحرك الرئيسي لما سيحدث في أسواق النفط.