هل ستؤثر الرسوم الجمركية الأمريكية على صناعة الألماس في جميع أنحاء العالم؟

تعتبر صناعة الألماس العالمية واحدة من أكثر الصناعات تعقيدًا وحساسية، حيث تواجه تلك الصناعة تحديات كبيرة في ظل فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية جديدة بنسبة 10% على واردات الألماس. هذه الخطوة تهدد بزعزعة استقرار السلسلة التوريدية للألماس، والتي تعتمد على حركة الأحجار الكريمة عبر عدة دول وتعرضها لكثير من التقلبات. وفقًا لتقارير وسائل الإعلام، فإن السوق الأمريكية تشكل أكثر من نصف الطلب العالمي على الألماس المصقول، مما يجعلها نقطة محورية في هذه القضية.

تحديات تواجه صناعة الألماس

صرحت كارين رينتميسترز، الرئيس التنفيذي لمركز أنتويرب العالمي للماس، بأن الرسوم الجمركية قد تكون ضربة كبيرة لصناعة الألماس في السوق الأمريكية. هذه الصناعة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بسلاسل الإمدادات المعقدة، حيث تمر الأحجار الكريمة من مناجم بوتسوانا وجنوب أفريقيا لتصل إلى مراكز التجارة في الشرق الأوسط وأوروبا، ثم تصل إلى ورش التلميع والقطع، قبل أن تتحول إلى مجوهرات فاخرة. أي اضطرابات تجارية أو سياسية قد تؤثر بشكل كبير على هذه السلاسل، مما جعل قطاع الألماس يسعى للحصول على استثناءات مشابهة للأخرى مثل الذهب والنحاس.

• الألماس الخام يمر بعدة مراحل حتى يصبح مجوهرات
• الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار الألماس
• قطاع الألماس يسعى للحصول على استثناءات من الرسوم الجمركية

تباطؤ الطلب على الألماس

تأتي هذه التحديات في وقت يشهد فيه قطاع السلع الفاخرة تراجعًا في الطلب، ويعتبر ذلك نتاج فترات التعافي بعد جائحة كوفيد 19، بالإضافة إلى الركود الذي أصاب السوق الصينية. من أبرز العوامل المؤثرة في تغير الطلب هو ظهور الألماس المصنع في المختبر، الذي يتم إنتاجه بتقنيات تحاكي الظروف الطبيعية، مما يوفر بديلًا بأسعار أقل تصل إلى 20% من أسعار الألماس الطبيعي. وهذا التطور جعل أكثر من نصف الأزواج الأمريكيين نتيجة لاستطلاع حفلات الزفاف الحقيقية لعام 2025 يفضلون خواتم مرصعة بالألماس المصنع مخبريًا على الألماس الطبيعي.

أسعار الألماس الطبيعي

شهد عام 2021 تحولًا كبيرًا حينما قررت علامة باندورا، أكبر شركة مجوهرات عالميًا، وقف بيع الألماس الطبيعي المستخرج من المناجم، مما أدى إلى تغيير اتجاه السوق نحو الألماس المصنع. تراجع أسعار الألماس الطبيعي بلغ حوالي 60% منذ ذروتها في مارس 2022. ورغم هذا الانخفاض، لا يزال قطاع المجوهرات الفاخرة يتمتع بالاستقرار ويواصل جذب الزبائن الأثرياء، حيث لا يزال هذا القطاع يعتبر واحدًا من الركائز الأساسية في سوق السلع الفاخرة.