«ارتفاع جديد» أسعار الذهب تواصل الصعود بداية الأسبوع وتتجاوز توقعات الخبراء

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملموسًا اليوم مع إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عزمه مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم، وتزامن ذلك مع تراجع الدولار الأميركي، مما قدم دعمًا كبيرًا للمعدن النفيس المقوّم بهذه العملة، مما جعل أسعار الذهب محور اهتمام المستثمرين الذين يتابعون عن كثب تطورات السوق.

أسعار الذهب في الأسواق العالمية

في التفاصيل، ارتفعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 0.6 بالمئة لتصل إلى 3309.89 دولار للأوقية، بينما زادت العقود الآجلة للذهب بنفس النسبة لتسجل 3333.30 دولار، وكان لانخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.1 بالمئة دور بارز في هذا الصعود، حيث إنه عندما يضعف الدولار، يصبح الذهب أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى، ما يرفع الإقبال على شرائه.

تصاعد التوترات والسياسات الجمركية

أعلن دونالد ترامب عزمه رفع الرسوم الجمركية على واردات المعادن الرئيسة كالصُلب والألمنيوم من 25 بالمئة إلى 50 بالمئة، وهو قرار أثار ردود فعل قوية من الأطراف التجارية العالمية، حيث حذرت المفوضية الأوروبية بأنها ستتخذ إجراءات مضادة، من جهة أخرى، زادت التوترات الجيوسياسية بين العديد من الدول، ويوضح ذلك زيادة حدة الصراع بين روسيا وأوكرانيا وضعف الاستقرار الدولي، مما يدفع المستثمرين غالبًا للبحث عن الذهب كملاذ آمن.

توقعات المستثمرين بشأن التحركات الاقتصادية

من الجانب الاقتصادي، يتوقع المستثمرون أن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي باتخاذ خطوات لتخفيف السياسة النقدية عبر خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بحلول نهاية العام الجاري، ومع ضعف أداء بعض المؤشرات الاقتصادية، كارتفاع نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 2.1 بالمئة مقارنة بـتوقعات عند 2.2، يستمر الذهب بصفته خيارًا مفضلًا في ظل تقلبات السوق.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

لم تقتصر التحركات على الذهب فقط، حيث شهدت بقية المعادن النفيسة تغيرات متفاوتة، إذ ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.2 بالمئة لتصل إلى 33.04 دولار للأوقية، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.2 بالمئة واستقر عند 1054.28 دولار، أما البلاديوم فقد كان ثابتًا دون أي تغييرات تُذكر ليستقر عند 970.79 دولار، هذه التغيرات تعكس استجابة الأسواق للمتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية.

العوامل المؤثرة في سعر الذهب

تتأثر أسعار الذهب بعدة عوامل رئيسة، منها أداء الدولار الأميركي وسياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، فضلًا عن الأحداث الجيوسياسية والصراعات الدولية، وتُعد المخاوف من تصعيد الأزمات أو التحركات التجارية سببًا إضافيًا لزيادة الطلب على الذهب، كما يلعب الذهب دورًا مهمًا في حماية المستثمرين من التقلبات الاقتصادية، وهو ما يعزز مكانته كأصل محوري في الأسواق العالمية.