«قفزة جديدة» الذهب يرتفع أكثر من 2 بالمئة وسط تصاعد الطلب العالمي

ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ اليوم، حيث زادت بأكثر من 2%، مدفوعةً بتصاعد التوترات الجيوسياسية على خلفية الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب تهديد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم، وهو ما عزز التوجه نحو الذهب كملاذ آمن للمستثمرين الباحثين عن حماية أصولهم من التقلبات.

ارتفاع أسعار الذهب في المعاملات اليومية

شهدت أسعار الذهب في السوق الفورية قفزة تقدر بنسبة 2.03% لتصل إلى 3,356.56 دولار للأوقية خلال التعاملات الأخيرة، كما صعدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 1.1% لتسجل مستوى 3,351 دولار، وتأتي هذه الزيادة الكبيرة في القيمة بسبب المخاوف المتزايدة التي تجتاح الأسواق العالمية والمتعلقة بالتصعيد التجاري والجيوسياسي، حيث لعبت هذه العوامل دورًا كبيرًا في زيادة الطلب على الأصول الآمنة وعلى رأسها الذهب.

تداعيات الحروب التجارية والجيوسياسية

كان إعلان ترامب بشأن رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم من 25% إلى 50% من أبرز المحركات التي أدت إلى هذه الارتفاعات السريعة، وما زاد من التوتر هو رد فعل المفوضية الأوروبية الذي تضمن التحذير بالتصعيد عبر إجراءات مضادة، وقد أشار كبير المحللين في شركة KCM Trade، تيم ووترر، إلى أن تجدد المخاوف الجيوسياسية والتجارية ساهم في إعطاء الذهب دفعة إيجابية منذ بداية الأسبوع.

تصاعد المواجهات بين روسيا وأوكرانيا

مع اقتراب الجولة الثانية من محادثات السلام في إسطنبول، تصاعدت حدة الهجمات بين الطرفين، حيث نفذت أوكرانيا سلسلة هجمات نوعية وجرى الرد عليها بضربات روسية بالطائرات المسيرة، هذه الاضطرابات عززت من اعتقاد الأسواق بأن الساحة السياسية غير مستقرة، ما يجعل التوجه نحو المعادن الثمينة خيارًا استراتيجيًا يقلل المخاطر.

تأثير تراجع الدولار على الذهب

ساهم تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.1% في جعل الذهب أقل تكلفةً بالنسبة للمشترين من خارج الولايات المتحدة، مما أدى إلى ارتفاع الطلب عليه بشكل أكبر، ومع تراجع قيمة الأصول المحفوفة بالمخاطر تأكدت شعبية الذهب باعتباره من أهم الاستثمارات البديلة للتحوط ضد التقلبات، يُذكر أن حديث بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي المتوقع هذا الأسبوع يمكن أن يحمل إشارات إضافية للتوقعات حول السياسة النقدية ويؤثر بشكل مباشر على قرارات المستثمرين تجاه الذهب.

تصريحات حول سياسات الفائدة والتأثير على المعادن

من ناحية أخرى، صرّح محافظ الفيدرالي كريستوفر والر باحتمالية خفض أسعار الفائدة لاحقًا هذا العام، لكنه أشار أيضًا إلى أن رفع الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في التضخم، الجدير بالذكر أن بيئة انخفاض أسعار الفائدة عادة ما تؤدي إلى زيادة جاذبية الذهب كأداة استثمارية، ما يفسر استمرار الطلب المتزايد على هذا المعدن الحيوي.

أسعار المعادن النفيسة الأخرى

لم يتوقف الزخم فقط على الذهب، فقد حققت المعادن النفيسة الأخرى أداء متباينًا؛ حيث ارتفع سعر الفضة الفورية بنسبة 0.6% ليصل إلى 33.16 دولار للأوقية، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.5% ليبلغ 1,050.83 دولار، في حين استقر البلاديوم عند مستوى 970.31 دولارًا، هذه الأرقام تعكس تأثير الطلب الناتج عن التوترات المختلفة في الأسواق العالمية.