مصر تطلق 3 مشروعات ضخمة خلال 15 شهرًا وأحدثها “جريان”

أطلقت الحكومة المصرية مجموعة من المشاريع الكبرى التي تهدف إلى تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص ودفع عجلة التنمية الاقتصادية في البلاد، وكان مشروع مدينة جريان واحدًا من أهم هذه المشاريع التي تسعى لدعم الاقتصاد المصري بطرق مبتكرة وعبر استثمارات ضخمة، إذ يمثل المشروع خطوة جديدة نحو تمكين القطاع الخاص من المساهمة في بناء مدن متكاملة ومستدامة، مع توفير فرص عمل واسعة للمصريين.

مدينة جريان: مستقبل التنمية العمرانية

مشروع مدينة جريان يقع في قلب منطقة الدلتا الجديدة بمدينة 6 أكتوبر، ويمتد على مساحة تصل إلى 1600 فدان، ويعد نموذجًا للتنمية المتكاملة عبر دمج الأنشطة العقارية والسياحية والزراعية في مشروع واحد، المشروع يتم تنفيذه بالتعاون بين جهاز مستقبل مصر وشركات بارزة مثل بالم هيلز، ماونتن فيو، ونيشنز أوف سكاي، حيث تتوزع نسبة مشاركة هذه الشركات بين 10 إلى 20% من أجل تقديم حلول شاملة ومتكاملة في تطوير المشروع وتسويقه، المشروع أيضًا يضم منطقة صناعية ولوجستية كبيرة، ويهدف إلى خلق بيئة عمرانية متطورة تستوعب أكثر من 2.5 مليون أسرة.

مبيعات مليارية وقطاع عقاري واعد

خلال مراسم توقيع عقود المشروع، أكد رئيس الوزراء أن مدينة جريان ستساهم في تنمية مساحات زراعية تصل إلى 2.5 مليون فدان وستوفر أكثر من 250 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وأعلنت شركة بالم هيلز أن حصتها تغطي مساحة تبلغ 361 فدان، وستقوم بإنشاء 6500 وحدة سكنية في إطار المشروع، مع مبيعات متوقعة تصل إلى حوالي 200 مليار جنيه، بما في ذلك الوحدات التجارية والعقارية، كما تعمل المرحلة الأولى من المشروع حاليًا، حيث يتم تجهيز خطوط المياه اللازمة وتمهيد الأراضي لتنفيذ البنية التحتية الأساسية.

بوابة للاستثمارات الأجنبية

مدينة جريان ليست مجرد مشروع عقاري، بل تعد بوابة لجذب الاستثمارات الأجنبية وتصدير العقارات للخارج، حيث سيضم المشروع جامعة دولية، مستشفى عالمي، مدينة إعلامية، مراكز تجارية وفنادق عالمية، بالإضافة إلى مرسى يخوت ومرافق خدمية متطورة، بحسب تصريحات نائب رئيس مجلس إدارة شركة نيشنز أوف سكاي، هذه المكونات تجعل المشروع استثمارًا مثاليًا للمستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء، كما يترجم التوجه الحكومي نحو إنشاء مدن اقتصادية حرة لتحقيق التكامل بين كافة القطاعات الاقتصادية.

مشاريع أخرى تصب في نفس الهدف

ينضم مشروع مدينة جريان إلى قائمة من المشاريع العملاقة المماثلة مثل مشروع رأس الحكمة الذي حقق نجاحات كبيرة بتوقيع عقود مع شركات كبرى وجذب استثمارات ضخمة تقدر بـ35 مليار دولار للمراحل الأولى وحدها، إلى جانب مشروع ساوث ميد الذي تم إطلاقه في يوليو 2024 بمساهمات تصل إلى تريليون جنيه، تسعى هذه المشروعات لتعزيز الاقتصاد المصري وجذب السياح والمستثمرين، مع تطوير واجهات سياحية وعمرانية مذهلة تسهم في تعزيز الناتج القومي الإجمالي.

التكامل بين العقار والسياحة والزراعة

يُظهر مشروع مدينة جريان والشراكات المماثلة كيف يمكن للمشاريع التنموية العملاقة أن تمزج بين قطاعات مختلفة مثل العقار، الزراعة، والسياحة، لخلق نموذج اقتصادي متكامل، كما أن التكامل بين تلك القطاعات يساعد في التنمية المستدامة ويوفر عوائد اقتصادية ضخمة لصالح الدولة، بالإضافة إلى ذلك، تعد هذه المشروعات خطوات واضحة نحو تمكين القطاع الخاص من تحمل جزء كبير من مسؤوليات التنمية التي تصب في مصلحة الاقتصاد الوطني على المدى الطويل.