«أسطورة» الأهلي.. مرور 23 عامًا على رحيل صالح سليم الأب الروحي للمايسترو

يصادف اليوم السادس من مايو ذكرى مرور 23 عامًا على وفاة أسطورة النادي الأهلي وأحد أبرز رموزه، صالح سليم، الذي توفي في نفس هذا اليوم من عام 2002 بعد معاناة طويلة مع المرض، حيث عُرف بألقابه “الأب الروحي” و”المايسترو”، وبمواقفه الخالدة التي أثرت في مسيرة النادي الأهلي على المستويين الرياضي والإداري، مما جعل ذكراه حاضرة في القلوب عبر الأجيال.

صالح سليم: مسيرة رياضية حافلة مع النادي الأهلي

وُلد صالح سليم في 11 سبتمبر 1930 بحي الدقي في القاهرة، ونشأ في عائلة تعود أصولها إلى السلالة الهاشمية، ليرسم مسيرة رياضية بارزة مع النادي الأهلي بدأت منذ انضمامه إلى ناشئي الفريق عام 1944، حيث أصبح لاعبًا في الفريق الأول بنهاية الأربعينيات، وخاض أول مباراة رسمية له في 5 نوفمبر 1948 أمام فريق المصري البورسعيدي، واستطاع تسجيل أول أهدافه في انتصار الأهلي بثلاثة أهداف نظيفة، لتتوالى بعدها إنجازاته وأهدافه طوال مسيرته.

برع صالح سليم في مركزه كلاعب كرة قدم يمتلك الحنكة والمهارات العالية، مشاركًا في أكثر من 185 مباراة مع الأهلي، سجل خلالها 99 هدفًا، وأسهم في فوز النادي بـ11 بطولة دوري ممتاز و8 بطولات كأس مصر، بالإضافة إلى أرقام قياسية لا تزال خالدة مثل تسجيله سبعة أهداف في مباراة واحدة أمام الإسماعيلي عام 1958، والفوز المتتالي بلقب الدوري لمدة تسعة مواسم متتالية.

صالح سليم: الأب الروحي للنادي الأهلي

بعد اعتزاله اللعب في عام 1966، قرر صالح سليم استكمال مسيرته مع النادي الأهلي بصفته إداريًا، حيث تولى رئاسة النادي ليقود مرحلة جديدة من النجاح والتطور الإداري، فكان قائدًا متميزًا تعامل مع التحديات بحنكة لتطوير مرافق النادي وزيادة شعبيته، وقد ساهمت جهوده في تحقيق الأهلي إنجازات رياضية وبناء قاعدة جماهيرية تجعل النادي أحد رموز الكرة الإفريقية والعربية.

لم يكن صالح سليم مجرد إداري أو لاعب؛ بل كان أيقونة ألهمت الأجيال بالروح الرياضية والمبادئ، حيث اعتبره العديد من عشاق النادي الملهم الذي لا يتكرر، ولذلك حصل لقب “الأب الروحي” عن جدارة واستحقاق، ولا تزال مواقفه وإسهاماته الإدارية تُشكل نموذجًا يُحتذى به في إدارة الكيانات الرياضية الكبرى.

صالح سليم: إرث خالد في تاريخ الرياضة المصرية

لا يمكن الحديث عن النادي الأهلي دون ذكر اسم صالح سليم، فهو جزء لا يتجزأ من تاريخ النادي وثقافته، إذ أسهم بأدائه العظيم ومبادئه الراسخة في تعزيز مكانة الأهلي محليًا ودوليًا، كما أنه خلد اسمه كقائد رياضي بارز بفضل إصراره على القيم والانضباط، مما ساعد الأهلي على تحقيق العديد من الإنجازات.

في ذكرى وفاته، يبقى صالح سليم رمزًا خالدًا في الرياضة المصرية ونموذجًا للرياضي المحترف والمؤثر، حيث ستظل كافة إنجازاته في الملاعب وخارجها شاهدة على تفوقه وتميزه في خدمة النادي الأهلي والكرة المصرية عمومًا.