«لقاء مسقط» السري.. هل يمهد الطريق لتسوية سياسية شاملة بالمنطقة؟

«لقاء مسقط» السري.. هل يمهد الطريق لتسوية سياسية شاملة بالمنطقة؟
«لقاء مسقط» السري.. هل يمهد الطريق لتسوية سياسية شاملة بالمنطقة؟

تتجه الأنظار نحو العاصمة العُمانية مسقط عقب اللقاء السري الذي جمع المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، بعدد من قيادات جماعة الحوثيين، حيث تناول هذا الاجتماع جملة من النقاط الحاسمة التي قد تشكّل بوابة نحو تسوية شاملة للوضع في اليمن، مع استمرار الحرب التي أنهكت البلد منذ قرابة ثماني سنوات، وسط ضغوط دولية متزايدة لوقف التصعيد.

لقاء مسقط السري: فرصة لتحقيق تسوية شاملة في اليمن

اللقاء الذي تمّ بوساطة عمانية يعكس الجهود المبذولة للتوصل إلى تهدئة بين الأطراف المتنازعة، خاصةً في ظل تصاعد العنف وتكرار الهجمات التي طالت مصالح أمريكية وأهدافًا عسكرية بحرية، وقد جاء الاجتماع في وقت حساس إثر الردود الأمريكية بضربات جوية على مواقع حوثية، حيث أكد الطرفان على أهمية استكشاف سبل التهدئة مع التركيز على حماية خطوط الملاحة البحرية؛ فالاتفاق على وقف استهداف السفن قد يُسهم في تخفيف حدة التوترات العسكرية.

كما أبلغت قيادات الحوثيين المبعوث الأمريكي بموقفها الجديد الذي وصف بـ”التنازل”، وهو ما يُعد خطوة نادرة تظهر رغبة الحوثيين في الخروج من مأزق التصعيد، وبالرغم من غياب التفاصيل الدقيقة حول طبيعة التعهدات المقدمة من جانب الحوثيين، إلا أن الرسائل الأولية تشير إلى إمكانية بناء خطوات إيجابية لإعداد مسار دبلوماسي فعّال.

تصعيد متبادل وزيادة الضغوط الدولية

التصعيد الأخير في اليمن تمثّل في هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة تبنتها جماعة الحوثيين، مستهدفة المصالح الأمريكية والتحالف الدولي، وردت الولايات المتحدة بقصف جوي لمواقع استراتيجية للجماعة، وتتزامن هذه التطورات مع جهود مكثفة من قبل الوسطاء الدوليين لدفع الأطراف المتنازعة نحو البحث عن حلول لإنهاء الأزمة المستمرة منذ عام 2015، فالمواجهة الحالية باتت أكثر تعقيدًا نظرًا لتداخل المصالح الإقليمية والدولية.

وقد أشار مراقبون إلى أهمية الدور العُماني كوسيط محايد في هذه المرحلة، حيث تلعب السلطنة دورًا بالغ التأثير في تقريب الأطراف المتنازعة، وقد تجلّى ذلك في احتضان مسقط لهذا النوع من الاجتماعات التي قد تحمل بين طياتها تحولاً تاريخيًا في المسار العسكري والسياسي للأزمة.

هل تنجح الجهود الدبلوماسية في تحقيق السلام في اليمن؟

برغم إيجابية الحوار السري الأخير في مسقط، فإن نجاح أي مساعٍ لإنهاء النزاع يعتمد على التزام الأطراف بتعهداتها، خاصة توقف جماعة الحوثيين عن استهداف السفن المدنية والعسكرية في البحر الأحمر، حيث أن توقف هذا السلوك العدائي قد يُمهّد لمزيد من الانفراجات السياسية؛ كذلك يبقى الحسم مرهونًا بتقديم الأطراف الدولية، ولا سيما الولايات المتحدة، خطوات تعزز الثقة.

وفي ظل انتظار الموقف الرسمي الأمريكي بعد اللقاء، يرى المتابعون أن التوافق على مثل هذه النقاط يشكّل إطارًا عمليًا للحد من التصعيد العسكري والدفع نحو استئناف المفاوضات السياسية، مع التفاؤل بأن تكون المرحلة القادمة بداية لتسوية شاملة تحقّق الأمان والاستقرار للشعب اليمني.

العنوان القيمة
مدة الحرب 8 سنوات
مكان الاجتماع مسقط
أبرز التعهدات وقف استهداف السفن