«اتصال هاتفي» ترامب ونتنياهو يتواصلان رغم الأوضاع المضطربة في المنطقة

الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان محورها الأساسي ملف إيران النووي والحرب في غزة. تجمعا عبر اتصالاتهما لمناقشة مواضيع عديدة أخرى، ومع ذلك فقد أشار ترامب، إلى أن المحادثة كانت جيدة إلى حد كبير، فيما قام نتنياهو بعقد مناقشات أمنية حول موضوعات مماثلة مع كبار مسؤوليه عقب انتهاء المكالمة.

ملف إيران النووي والحرب في غزة

مع اقتراب موعد التصويت في الكنيست، كان نتنياهو يسعى جاهداً للحفاظ على استقرار حكومته الحالية من خلال مهاجمة معارضيه السياسيين، حيث بدأت المتاعب في الأيام الأخيرة تزداد نتيجة للضغوط المتعلقة بالخلافات السياسية داخل ائتلافه الحاكم، بالإضافة إلى تأثير الالتزامات الأمنية، قام نتنياهو بالإشارة إلى مكالمته مع ترامب ومحاولة تجنب فكرة “الحرب الأهلية” التي قد تهدد استقرار إسرائيل الداخلي.

الحرب الأهلية

رغم أن الاتصال الهاتفي لم يتناول بشكل مباشر الشؤون الداخلية، إلا أن مصطلح “الحرب الأهلية” تم ذكره بواسطة كلا الزعيمين بعد المحادثة، حيث أكّد نتنياهو، وسط حديثه في مناسبة عامة بتل أبيب، أن إسرائيل لن تشهد حرباً أهلية، مشيراً بذلك إلى الخلافات السياسية العميقة حول تجنيد المتدينين؛ كان نتنياهو يشدد على أن أعداء إسرائيل في الجنوب والشمال سيكونون سعداء بأي انقسام داخلي يحاولون تأجيجه داخل المجتمع الإسرائيلي.

الاضطرابات في لوس أنجلوس

أمّا من طرفه في الولايات المتحدة، فقد تناول ترامب موضوع “الحرب الأهلية” في معرض تعليقه على الاضطرابات التي شهدتها مدينة لوس أنجلوس، حيث تصاعدت توترات بين المتظاهرين وقوات إنفاذ القانون، مما دفع السلطات إلى نشر قوات إضافية من الحرس الوطني ومشاة البحرية إذا دعت الحاجة؛ الأوضاع في لوس أنجلوس تفاقمت بسبب مداهمات استهدفت توقيف المهاجرين غير الشرعيين، ما أثار مخاوف واسعة من أعمال العنف المتصاعدة.

الحرس الوطني وتطوير الأوضاع

ترامب أعلن عن عزمه على نشر قوات إضافية من الحرس الوطني في كاليفورنيا إذا اقتضى الأمر، وبالنظر إلى التطورات، كانت التوترات في كاليفورنيا جزءًا من موجة غضب أوسع داخل المجتمع الأمريكي، ومثل هذه القرارات العسكرية شهدت ردود فعل متنوعة من الأوساط السياسية التي رأت في نشر القوات مؤشرًا على السياسات القوية التي ينتهجها ترامب؛ لا تزال الاتصالات الهاتفية تركز بشكل أكبر على الأمور الطارئة ذات الطابع الأمني والدولي، لكن ذكر “الحرب الأهلية” يظل حاضرًا في الخطاب السياسي للزعيمين.