«صدمة كبيرة» الذهب يهوى أكثر من 1% قبيل قرار الاحتياطي الفيدرالي

شهدت أسعار الذهب تراجعًا بأكثر من 1% اليوم الأربعاء، متأثرة بصعود الدولار الأمريكي وتزايد التفاؤل بشأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أثر بشكل كبير على الطلب على الملاذات الآمنة كالمعادن النفيسة، ويقع اهتمام المستثمرين حاليًا على قرار السياسة النقدية المرتقب من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي سيحدد مستقبل أسعار الفائدة وتأثيراتها على الأسواق العالمية.

تراجع أسعار الذهب وتأثير الدولار الأمريكي

أسعار الذهب الفورية انخفضت بنسبة 1% لتبلغ 3,395.29 دولارًا للأونصة، بينما سجلت العقود الأمريكية الآجلة انخفاضًا بنحو 0.6% لتصل إلى 3,403.50 دولارًا، ومن العوامل الرئيسية وراء هذا التراجع هو ارتفاع الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% مقابل العملات الرئيسية الأخرى، وهذا بدوره يجعل الذهب أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى؛ علاوة على ذلك، تزايد التفاؤل بشأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ساهم في خفض الرغبة بالاستثمار في الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا.

المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة وتأثيرها على الذهب

أعلن مسؤولون أن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت وكبير المفاوضين التجاريين جيميسون غرير يستعدان للاجتماع مع نظرائهم الصينيين في سويسرا هذا الأسبوع، هذا الحدث يمثل خطوة أولية لتحسين العلاقات التجارية المتوترة بين البلدين، الأمر الذي قد ينعكس إيجابًا على الاقتصاد العالمي، ونتيجة ذلك، فإن التوقعات الإيجابية لهذه المحادثات تدفع المستثمرين نحو أصول ذات مخاطر أعلى على حساب الذهب الذي يُعتبر استثمارًا آمنًا.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب لعام 2025

رغم الانخفاض الحالي، لا يزال الذهب يحافظ على مكانته كملاذ آمن للمستثمرين، حيث ارتفعت قيمته بنسبة 29.4% منذ بداية العام، وفقًا لتقارير «بنك أوف أميركا»، الذي توقع أن يصل سعر الذهب إلى 4,000 دولار للأونصة خلال النصف الثاني من عام 2025 تحت ظروف ملائمة، لكن على المدى القصير، يظل ارتفاع الأسعار محدودًا نتيجة الضغوط الناتجة عن سياسات الفيدرالي الأمريكي.

من الجدير بالذكر أن قرارات البنك المركزي الأمريكي بتحديد أسعار الفائدة تلعب دورًا كبيرًا في تحديد اتجاه أسعار الذهب عالميًا، حيث أن التوجه نحو رفع أسعار الفائدة يعزز من عوائد الأدوات الاستثمارية المنافسة مثل السندات الحكومية، مما يقلل من جاذبية الذهب كأصل استثماري، علاوة على ذلك، ذكر خبراء أن الذهب سيستقر فوق مستوى 3,100 دولار في حالة استمرار التشدد النقدي.

وفي سوق المعادن الأخرى، شهدت الفضة تراجعًا بنسبة 1.4% لتستقر عند 32.81 دولارًا للأونصة، بينما انخفض البلاتين بنسبة 0.1% وارتفع البلاديوم بنسبة 0.7%، مما يعكس تباينًا في الطلب على المعادن النفيسة.