«انطلاق عالمي» افتتاح مؤتمر التأمين متناهي الصغر بالأقصر بمشاركة 30 دولة

افتُتحت فعاليات المؤتمر الرابع للتأمين متناهي الصغر والمقام بمدينة الأقصر المصرية بحضور أكثر من 500 خبير وقيادي يمثلون 30 دولة، كما تزامن معه المؤتمر الإقليمي العاشر للشمول المالي في إفريقيا والشرق الأوسط. يأتي هذا الحدث في إطار الجهود العالمية لتطوير منظومة التأمين الشامل وتحقيق التمكين المالي للفئات غير المغطاة تأمينيًا، وذلك بدعم وتعاون بين المؤسسات المالية والحكومات.

التأمين متناهي الصغر: أهمية استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة

التأمين متناهي الصغر يُعتبر منظومة فعالة تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة ودعم الفئات الأضعف اقتصاديًا، فهو يوفر حماية مالية محدودة للأسر ذات الدخل المنخفض ضد المخاطر اليومية كالحوادث والكوارث الصحية والطبيعية. يتميز هذا النوع من التأمين باعتماده على خطط مرنة تناسب احتياجات مختلف الشرائح المستهدفة، مما يقلل من تأثير الأزمات المفاجئة. كما أكد المؤتمر على ضرورة دعم هذه المشروعات في إطار رؤية مصر 2030، التي تركز على تحقيق التكافل المالي والاستفادة القصوى من الموارد المتاحة لتعزيز النمو الاجتماعي.

الشمول المالي وأثره على تطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة

يتماشى الشمول المالي كهدف رئيسي مع توسيع نطاق التمويل والتأمين للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتي تُعد العمود الفقري للاقتصادات المحلية في العديد من الدول. أوضحت الجلسات الحوارية في المؤتمر أهمية تعزيز البنية التحتية المالية لهذه المشروعات عبر الرقمنة والسياسات المشجعة. تدعم الحكومات والجهات المالية هذا القطاع من خلال تقديم خدمات تمويلية مخصصة ومراقبة تنظيمية دقيقة. يسعى قطاع التأمين أيضًا إلى توفير منتجات تأمينية مصممة خصيصًا لمواجهة التحديات الاقتصادية، مما يشجع الشركات الصغيرة على الاستمرار والمنافسة بفعالية في الأسواق المحلية والعالمية.

التكنولوجيا المالية كأداة لزيادة الشمول المالي والتأميني

ألقى المؤتمر الضوء على الدور المحوري للتكنولوجيا المالية في دعم الشمول التأميني، حيث ساهمت التطورات التقنية في تحسين الكفاءة وتحقيق وصول أوسع للفئات المستبعدة ماليًا. من خلال أدوات مثل أنظمة الدفع الإلكتروني والمنصات الرقمية، أصبحت الشركات الكبرى والصغيرة قادرة على تقديم خدمات ابتكارية بتكلفة منخفضة تناسب الجميع. شهدت الجلسات إشادة بدور التكنولوجيا في تخفيض تكاليف التأمين وجعلها ميسورة للأفراد الأقل دخولًا، مع التأكيد على أهمية أن يصبح الشمول المالي والتأميني أولوية عالمية لتحقيق المساواة الاقتصادية.

يُمثل هذا المؤتمر منصة رائدة لتعزيز التفاهم والتعاون بين المؤسسات المالية الدولية والحكومات، فهو يشكل إطارًا لاستكشاف حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الراهنة وتحقيق التكامل المالي عالميًا. يحمل التأمين متناهي الصغر والشمول المالي وعدًا بمستقبل أكثر استقرارًا وعدالة حينما يتسع نطاقهما ليشمل الفئات الأكثر حاجة في المجتمعات.