«موجة قلق» النفط يتراجع بسبب توقعات ضعف الطلب العالمية

«موجة قلق» النفط يتراجع بسبب توقعات ضعف الطلب العالمية
«موجة قلق» النفط يتراجع بسبب توقعات ضعف الطلب العالمية

النفط يتراجع وسط مخاوف من ضعف الطلب نتيجة مزيج من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي تؤثر على حركة الأسواق العالمية، إذ بدأ المستثمرون يشعرون بالحذر بسبب توقعات الطلب على النفط بخفض مستوياته خلال الأشهر القادمة، مع استمرار التوترات التجارية وطلبات الإمداد المتزايدة من كبار المنتجين، مما دفع الأسعار إلى الانخفاض بشكل ملحوظ على مدار الأيام الماضية.

تراجع أسعار النفط وتأثير العطلات

شهدت أسعار النفط اليوم انخفاضًا ملحوظًا، إذ أغلقت عقود خام برنت منخفضة بمقدار 31 سنتًا لتسجل 68.80 دولارًا للبرميل، بينما هبطت العقود الآجلة للخام الأمريكي 45 سنتًا لتصل إلى 67 دولارًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى وقوع التعاملات خلال عطلة عيد الاستقلال الأمريكي التي خفضت حجم التداولات، مما خلق حالة من ضعف السيولة، إضافة إلى تأثيرات قرارات المنتجين وحالة الطلب المتذبذب التي تلقي بظلالها على الأسعار، حيث ترى الأسواق بأن استمرار ضعف الطلب سيبقي النفط تحت ضغط هبوطي.

النفط والرسوم الجمركية بين التوتر والانتظار

يركز المتابعون على النفط مع اقتراب موعد انتهاء فترة تعليق الرسوم الجمركية الأمريكية في التاسع من يوليو، إذ لم يتم التوصل بعد إلى أي اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي أو اليابان، ما زاد من حالة القلق بشأن انعكاسات ذلك على التجارة العالمية، وبالتالي على الطلب النفطي، خاصة أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أكدت عدم نيته في تمديد التعليق أعطت مؤشرات واضحة على احتمال تصاعد التوتر التجاري الذي قد يضغط على النمو الاقتصادي ويقلل من الحاجة للطاقة، ما يعني بطبيعة الحال ركودًا في الطلب على النفط وسط خوف من ارتفاع الأسعار وتأجيل مشاريع الطاقة.

زيادة الإنتاج ونتائج اجتماع أوبك+ المنتظر

بالرغم من المخاوف بشأن الطلب، يتجه النفط إلى زيادة الإمدادات، مع ترقب الأسواق لنتائج اجتماع تحالف أوبك+ نهاية الأسبوع، المتوقع أن يقر رفع الإنتاج بقيمة 411 ألف برميل يوميًا في أغسطس، وهو ما سيضيف عرضًا أكبر في الأسواق ويزيد من الضغوط على الأسعار، بينما تظهر بيانات الصين، معتبرة أكبر مستورد للنفط في العالم، أبطأ وتيرة نمو في نشاط قطاع الخدمات منذ تسعة أشهر، مما يعكس تباطؤًا في بعض القطاعات الاقتصادية التي تستهلك النفط، إضافة إلى تراجع الطلب المحلي والتصديري، مما يزيد من حدة ضعف الطلب العالمي.

  • زيادة الإنتاج المتوقع من أوبك+ يعزز المعروض النفطي
  • تأثير التوترات التجارية على الطلب العالمي
  • تراجع النشاط الاقتصادي في الصين كأكبر مستهلك نفط
  • ارتفاع مفاجئ في مخزونات النفط الأمريكية يعكس ضعف الطلب
  • تطورات جيوسياسية تقلبات في سوق النفط وتأثير على الإمدادات
العامل التأثير على النفط الاتجاه المتوقع
أسعار النفط اليوم انخفاض بمقدار 0.45% لبرنت و0.67% للخام الأمريكي ضغط هبوطي
الرسوم الجمركية توقف التعليق يزيد المخاوف التجارية هبوط الطلب
زيادة إنتاج أوبك+ رفع الإنتاج 411 ألف برميل يوميًا زيادة العرض
مخزونات النفط الأمريكية ارتفاع مفاجئ 3.8 مليون برميل ضعف الطلب
نمو سوق العمل الأمريكي إضافة 147 ألف وظيفة وتقليل البطالة إلى 4.1% دعم للنشاط الاقتصادي

تزامنت هذه التطورات مع صدور بيانات صادمة عن زيادة مخزونات النفط في الولايات المتحدة بمقدار 3.8 مليون برميل، بينما كانت التوقعات تشير إلى تراجع، وهذا الأمر سلّط الضوء على حالة تخمة العرض مقابل تراجع الطلب، وهو ما يفسر حالة التراجع في الأسعار، بينما أظهر تقرير الوظائف الأمريكي تحسنًا ملحوظًا بتوفير 147 ألف وظيفة وانخفاض البطالة إلى ما دون 4.2%، إلا أن تأثير هذا التحسن ظل محدودًا على الطلب النفطي نظرًا لتباين القطاعات المستفيدة من النمو، خاصة مع استمرار التحديات في التصنيع والتجزئة.

كما دخلت المشهد التطورات الجيوسياسية التي تلعب دورًا مهمًا في تحركات النفط، فقرار إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أثار قلق الأسواق بشأن الأزمات المحتملة، ومثلها فرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات جديدة على إيران وحزب الله، ما يعزز حالة عدم الاستقرار التي قد تؤثر على الإمدادات وتزيد التقلب في الأسعار، ويجعل مستقبل النفط معلقًا بين هذه القوى المتضاربة بين ضعف الطلب وزيادة العرض والاستقرار الأمني المتقلب، وهو ما يفسر حالة السوق الراهنة ويجعل المتابعين ينتظرون المزيد من الأحداث بفارغ الصبر.