عودة التكية الإسلامية قيد البحث تعرف على تصريحات وزيرة التضامن الاجتماعي

التكية الإسلامية كلمة تحمل في طياتها تاريخًا عريقًا يدل على روح العطاء والتكافل الاجتماعي، حيث كانت منذ قرون مؤسسة تقدم الطعام والمساعدة للفقراء والمحتاجين بلا مقابل. حديثًا، عادت التكية الإسلامية إلى الواجهة من جديد بعد تصريحات وزيرة التضامن الاجتماعي مايا مرسي التي تبحث إمكانية إعادة هذا المشروع الحيوي للتخفيف من وطأة الأزمات الاقتصادية ودعم الطوائف الأكثر حاجة بين المواطنين.

وزيرة التضامن الاجتماعي والتكية الإسلامية: رؤية جديدة

تتناول وزيرة التضامن الاجتماعي موضوع التكية الإسلامية بجدية واضحة، إذ تبحث الوزارة في تفاصيل تطبيقها مرة أخرى ضمن الخطط الاجتماعية الجديدة، وبهدف تقديم وجبات ساخنة نظيفة لمن يعانون من الفقر والجوع. مايا مرسي أوضحت خلال تصريحاتها أن الفكرة مستمدة من قيمنا الإسلامية الأصيلة التي ترفض وجود جائع بين أفراد المجتمع، مشددة على أن هذه المبادرة قد تساعد في الحد من تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية الحالية. وزارة التضامن تتحرك ضمن إطار تعاون مع الجمعيات الأهلية لتنفيذ حملة إطعام تشمل مناطق مختلفة، حيث تُعد التكية الإسلامية إحياء لعمل إنساني راقٍ بتحقيق التكاتف الاجتماعي على أرض الواقع.

التكية الإسلامية: جذورها وأهميتها الاجتماعية

نشأت التكية الإسلامية في العصر العثماني كمؤسسة لخدمة المساكين والغرباء الذين كانوا يمرون في الأراضي الإسلامية، وكانت توفّر مآوى مؤقتة وطعامًا ساخنًا ونقيًا دون تمييز، فتعبر عن أسمى معاني الألفة والتراحم، وقد كان الهدف الأساسي هو حماية الإنسان من الجوع والبرد. يتضح من هذه الفكرة أن التكية لم تكن مجرد مكان لتناول الطعام فقط، بل كانت مركزًا للتكافل الاجتماعي واحتواء المحتاجين، حيث كان يعتمد عليها المسافرون والفقراء على حد سواء. فكرة التكية ليست محصورة في الماضي، إذ إن بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وسويسرا تتبنى مشاريع مشابهة تسعى لتأمين الغذاء للفئات الضعيفة، مما يؤكد أهمية إعادة هذه المبادرة في مصر.

خطوات تطبيق التكية الإسلامية في مصر

لتنفيذ مبادرة التكية الإسلامية بشكل فعّال، يلزم المرور بعدة شروط لتنظيم العمل وضمان وصول الدعم للفئات المستحقة، ومن أهم الخطوات التي تعتمدها وزارة التضامن الاجتماعي ما يلي:

• إطلاق حملات توعية لتعريف المجتمع بدور التكية الإسلامية وأهدافها الإنسانية
• التعاون مع الجمعيات الأهلية والخيرية لضمان استمرار تقديم الدعم الغذائي
• توفير أماكن مناسبة وصحية لتوزيع الطعام تلتزم بمعايير النظافة والسلامة
• تحديد الفئات المستهدفة بدقة لضمان وصول المساعدات للفقراء والمحتاجين
• متابعة دورية وتقييم الأداء لضمان استمرارية المشروع وتحسينه باستمرار

تستخدم الوزارة خبراتها ومبادراتها الاجتماعية لدعم هذا المشروع الضخم، مع التأكيد على ضرورة مشاركة المجتمع المدني والقطاع الخاص لضمان نجاح التكية الإسلامية.

إن العودة إلى التكية الإسلامية تعكس رغبة فطرية في بناء مجتمع متكاتف لا يترك خلفه أي جائع أو محتاج، حاملة رسالة إنسانية عميقة تعود بنا إلى أصول الرحمة والتكامل الاجتماعي.

أما أصل تسمية التكية، فيشير إليها اللغويون بأنها مشتقة من كلمة “اتكأ” التي تعني الاعتماد أو اللجوء، وهو ما يعكس حالة الفقراء الذين يعتمدون على هذه المؤسسات لتوفير حاجاتهم الأساسية، بينما في اللغة الفارسية تحمل الكلمة معنى “جلد الغنم” للدلالة على الزهد والبساطة التي يتحلى بها القائمون عليها، فتجمع التكية بين الجانب الإنساني الذي يعتني بالمحتاجين وبين الروحي الذي يحفز على التواضع والعطاء دون انتظار المقابل.

ما يجعل موضوع التكية الإسلامية جذابًا في الوقت الحالي هو الجمع بين التراث العريق والحاجة الملحة في مجتمعات اليوم، فالعمل الخيري المنظم الذي تقدمه وزيرة التضامن الاجتماعي لا يقتصر فقط على إطعام الفقراء، بل يُعتبر جزءًا من شبكة اجتماعية متكاملة تهدف إلى تحفيز الناس على المشاركة والعطاء من أجل حياة كريمة للجميع، وهكذا تتجسد قيمة التكية كأحد أعمدة التضامن الاجتماعي التي تجعل من المجتمع مكانًا أفضل تلتقي فيه القلوب والعقول دون عناء أو تعقيد.